هل تواجه بولندا فيضانات جديدة؟ تحذيرات من منخفض جوي فوق أوروبا الوسطى وحرارة غير مسبوقة في الأدرياتيك
تُظهر بعض النماذج المناخية أن الأسبوع المقبل قد يشهد تشكّل منخفض جوي من نوع "الجنوي" فوق أوروبا الوسطى، ما قد يؤدي إلى هطولات مطرية غزيرة للغاية ورفع خطر حدوث فيضانات جديدة في بولندا والدول المجاورة.
ما هو المنخفض الجنوي؟
بحسب ما أوردته صفحة شبكة مراقبي العواصف المتخصصة في الأرصاد الجوية، بدأت نماذج الطقس متوسطة الدقة في رصد إشارة واضحة إلى تطور منخفض جنوي في النصف الثاني من الأسبوع المقبل. وتشير البيانات إلى تحرك “جيب من الهواء البارد” من شمال أوروبا باتجاه البحر الأبيض المتوسط، بالتزامن مع ظهور مؤشرات على ضغط جوي منخفض في منطقة خليج جنوة.
هذا التفاعل الجوي قد يؤدي إلى جلب كميات هائلة من الرطوبة نحو وسط أوروبا. ويُعتقد أن درجات حرارة البحر الأدرياتيكي المرتفعة بشكل غير مسبوق تساهم في تغذية هذا المنخفض بالرطوبة والطاقة، مما يضاعف من خطر تساقط أمطار شديدة.
احتمال هطول غزير… والفيضان وارد
تُظهر النماذج تباينًا كبيرًا في التقديرات، لكن السيناريوهات المحتملة تشير إلى أمطار قد تستمر من عدة ساعات إلى يومين أو ثلاثة أيام متواصلة. وقد تتراوح كمية الأمطار المتوقعة بين 50 و300 ملم، وهي كميات قد تؤدي إلى فيضانات مدمّرة، خاصة في مناطق منخفضة أو ذات بنية تحتية مائية ضعيفة.
ورغم أن بعض النماذج مثل ICON وGEM تؤكد احتمال تشكّل المنخفض الجنوي، إلا أن النموذج الأوروبي الشهير ECMWF لا يدعمه في قراءته الحالية. ومع ذلك، تبقى بولندا ضمن النطاق المحتمل لتأثير هذا النظام الجوي في حال حدوثه.
الترقب والحذر مطلوبان
في تعليقها، أوضحت شبكة مراقبي العواصف أنه لا جدوى حالياً من إصدار توقعات تفصيلية بسبب التباين الكبير بين النماذج. لكنها حذّرت في الوقت نفسه من تجاهل الأمر: “من المفيد أن نضع في الاعتبار أن شيئًا غير سار قد يحدث من ناحية الطقس أو الأوضاع الهيدرولوجية خلال الأسبوع القادم”، جاء في بيان الصفحة.
وفي حين أن احتمال حدوث فيضان شامل لا يزال ضعيفًا، إلا أن بعض السيناريوهات النموذجية لا تستبعده، ولا توجد بعد إجابات قاطعة من النماذج بشأن تطور هذا المنخفض.
