هل يحدث شيء مختلف؟ وارسو وباريس لم تكونا على توافق سابقاً كما يحدث اليوم !
تقول صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية اليومية إن العلاقات البولندية الفرنسية لم تكن قط وثيقة إلى هذا الحد من قبل ، وتشير الصحيفة إلى أنه بعد عام 1989، كانت العلاقات الثنائية عبارة عن سلسلة من الفرص الضائعة على الرغم من التوقعات الكبيرة.
وكتبت الصحيفة “ربما لم تكن وارسو وباريس أكثر توافقا منذ نهاية الحرب الباردة عندما يتعلق الأمر بتحليل الوضع الاستراتيجي لأوروبا والتهديد الذي تمثله روسيا مثل اليوم ” .
وتشير “لو فيجارو” إلى أن الدبلوماسيين والسياسيين الفرنسيين في الماضي كانوا ينظرون إلى البولنديين على أنهم متحيزون ضد روسيا، وأن شعورهم بالتهديد من الإمبريالية الروسية هو “هاجس تاريخي غير مبرر”.
وتشير الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية في وارسو إلى أن بولندا رحبت بالتصرفات والتصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن أوكرانيا.
ألمانيا الحلقة الأضعف في مثلث فايمار؟
في ضوء التغيرات الحالية في الولايات المتحدة، تولي بولندا اهتمام متزايد حول التزاماتها في الاتحاد الأوروبي، وخاصة في مثلث فايمار، الذي فقد أهميته خلال حكم القانون والعدالة في بولندا – بحسب صحيفة لوفيجارو.
وتضيف الصحيفة: “مع توسك، الذي كان رئيسا للمجلس الأوروبي ويتمتع بعلاقات جيدة مع برلين، لم تعد هذه المشاكل موجودة ” ، وبرأيه فإن العنصر الأضعف في مثلث فايمار حاليا هو ألمانيا التي “تواجه صعوبة في التفكير الاستراتيجي ويبدو أنها تخشى فكرة معارضة روسيا بشكل مباشر”.
وخلصت الصحيفة إلى أن “العلاقة الحميمة الاستراتيجية” بين باريس ووارسو قد تكون مفيدة في “مواجهة الامبراطورية الجديدة التي تحلم بها روسيا”.
وبالأمس، في لقاء عبر RMF FM، قال نائب رئيس مجلس الشيوخ إنه إذا رأى إيمانويل ماكرون التهديد الروسي بقدر ما ترى بولندا، فـ بالطبع سنكون سعداء بذلك.
ويهدف الدور النشط الذي تلعبه فرنسا أيضا إلى تكذيب الدعاية التي يروج لها حزب القانون والعدالة بأن أوروبا ألمانية ، وقال رئيس مجلس الشيوخ البولندي : “اليوم يمكننا أن نرى بوضوح مدى أهمية النظرية الأوروبية التي يتحدث عنها الرئيس ماكرون” . وأعرب رئيس مجلس الشيوه عن رأي مفاده أن كلمات الرئيس الفرنسي تظهر أن بولندا يجب أن تنظر إلى باريس كحليف وشريك.