وزير الخارجية التركي من وارسو : العقوبات التي يفرضها حلفاء الناتو تقوض التحالف
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في وارسو يوم الأربعاء إن العقوبات التي يفرضها أحد حلفاء حلف شمال الأطلسي على حليف آخر تنتهك جوهر التحالف العسكري.
وأضاف فيدان أنه ينبغي رفع العقوبات والقيود والعوائق بشكل كامل بين الحلفاء خاصة في قطاع الصناعات الدفاعية، وأضاف: “إن فرض الدول الأعضاء في التحالف للعقوبات على بعضها البعض لا يتوافق مع روح التحالف”.
وقال بعد اجتماع تعاون ثلاثي مع نظيريه الروماني والبولندي: “العقوبات والقيود لا تؤثر فقط على الدولة الحليفة الخاضعة لها، بل تقوض أيضا قدرة الردع والقدرة الدفاعية لحلف شمال الأطلسي”.
وقال فيدان إن اللقاءات تناولت مكافحة الإرهاب، وأكدوا على ضرورة أن يتخذ حلف شمال الأطلسي خطوات ملموسة في هذا الصدد.
وأضاف فيدان أن تركيا دفعت ثمناً باهظاً في الحرب ضد الإرهاب لسنوات عديدة، ومن الطبيعي أن نتوقع الدعم غير المشروط من الحلفاء في حرب تركيا ضد الإرهاب.
وأضاف فيدان أيضا أنه في القضايا الحساسة للغاية، مثل مكافحة الإرهاب، يتعين على جميع حلفاء الناتو إظهار أقصى درجات التضامن.
وأكد فيدان على ضرورة الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن بشأن مكافحة الإرهاب.
وقال فيدان إنهما ناقشا القمة المقبلة، وأضاف: “من الواضح أننا بحاجة إلى تعزيز العلاقات بين بلداننا في مواجهة التحديات الأمنية في المناطق المجاورة لحلف شمال الأطلسي”.
وفيما يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، أضاف فيدان أن أنقرة تعطي الأولوية للدبلوماسية والتفاوض في جميع الصراعات والحروب.
وأضاف “إننا ندعو إلى إعطاء الأولوية للدبلوماسية والتفاوض في أوكرانيا أيضًا. ولا ينبغي تهميش الخيار الدبلوماسي في الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
وأكد فيدان على الدور المهم لاتفاقية مونترو في منع زيادة التوتر في المنطقة، مشيرا إلى أنهم يواصلون تطبيق هذه المعاهدة “المحافظة على الاستقرار” بحيادية ودقة، نصا وروحا.
وأكد فيدان على أهمية حلف شمال الأطلسي باعتباره الطرف الأكثر أهمية في ضمان الدفاع والأمن في أوروبا بشكل فعال، وشدد على أهمية تجنب المبادرات التي من شأنها إضعاف الدور القيادي والأساسي لحلف شمال الأطلسي.
ونقل فيدان إلى نظرائه أن بعض المبادرات في هذا الاتجاه تثير قلق تركيا، مؤكدا أن المبادرات تحت رعاية منظمات دولية أخرى في أوروبا من شأنها أن تقوض الأمن عبر الأطلسي.
Two weeks before the NATO summit, FM @sikorskiradek met with his 🇷🇴 and 🇹🇷 counterparts: @Odobes1Luminita and @HakanFidan.
The Trilogue meeting, during which the ministers discussed ensuring regional security and stability, was held in Helenów near Warsaw.https://t.co/NbjQ9ejZKb
— Ministry of Foreign Affairs 🇵🇱 (@PolandMFA) June 27, 2024
– علاقات إيجابية بين الدول
وقال فيدان إن حجم التجارة بين تركيا وبولندا تجاوز هدف العام الماضي، حيث وصل إلى 13 مليار دولار.
وأضاف فيدان “باعتبارنا حلفاء في حلف شمال الأطلسي، فإننا عازمون على تعزيز تعاوننا في صناعة الدفاع من خلال مشاريع ملموسة”.
وأشار فيدان إلى أن بولندا ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2025، معرباً عن أمله في اتخاذ خطوات مهمة لإحياء وتعزيز عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال هذه الفترة.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع رومانيا، وصفها فيدان بأنها على “مستوى الشراكة الاستراتيجية”، مؤكدا التزامهم بمواصلة تعزيز العلاقات كما تم التأكيد عليه في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الأخير.
وأشار إلى أن هدفهم هو تعزيز حجم التجارة الذي تجاوز 10 مليارات دولار في العامين الماضيين إلى 15 مليار دولار العام المقبل.
-القضية الفلسطينية
وأكد فيدان أن إسرائيل، تحت ستار ضمان أمنها، تقتل سكان غزة أمام العالم أجمع وتشرد الملايين من الناس، وحث الدول التي تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط على “مراجعة مواقفها قبل فوات الأوان”.
وأكد فيدان أنهما بحثا الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، وقال: “إن المذبحة المستمرة منذ أشهر تشكل تهديداً خطيراً للأمن العالمي، وهو تهديد تدركه كل الأطراف المعنية. والمذبحة في غزة لديها القدرة على إشعال فتيل حرب إقليمية في أي لحظة”.
وأضاف أن “النهج الذي يغض الطرف عن هذه الوحشية، واللامبالاة التي لا تهتم بسلامة الفلسطينيين، يجعل التقدم مستحيلا”.
وأكد فيدان أن وقف إطلاق النار العاجل والدائم أمر ضروري لإنهاء “المأساة الإنسانية” في غزة، وحث جميع الأطراف على “الجلوس إلى طاولة المفاوضات” وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين لدى إسرائيل وحماس.
وأكد فيدان على أهمية تسهيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم. ودعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة وتكثيف الجهود لإعادة إعمار غزة.
وأضاف أن الأزمة في غزة يمكن أن تتحول إلى فرصة للسلام الدائم، وقال: “ندعو إسرائيل إلى التعامل مع العملية بشكل إيجابي، والاستماع إلى دعوات المجتمع الدولي”.
-تهديد الألغام في البحر الأسود
وأكد فيدان أهمية التعاون الدفاعي والعسكري في العلاقات التركية الرومانية، مؤكدا أن الألغام العائمة في البحر الأسود تشكل تهديدا كبيرا لكلا البلدين.
وبموجب الالتزامات التي تم التعهد بها في قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس، قادت تركيا إنشاء مجموعة عمل مكافحة الألغام في البحر الأسود بمشاركة رومانيا وبلغاريا لمعالجة هذه القضية.
وقال فيدان إن الألغام الموجودة الآن في البحر الأسود موجودة هناك بسبب الصراع الدائر في أوكرانيا. وأضاف إن رومانيا وبلغاريا وتركيا هي دول إقليمية وأعضاء في حلف شمال الأطلسي ودول مطلة على البحر الأسود وقد اجتمعت من أجل تطوير مبادرة ضد الألغام.
وقال إن تركيا وبولندا ورومانيا ستواصل المساهمة في استقرار المنطقة والسلام العالمي “الآن وفي المستقبل”.
-‘تتداخل المخاوف بين الدول غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مع أمن الاتحاد الأوروبي واستراتيجية حلف شمال الأطلسي بشكل متزايد’
وأكد فيدان أنهم يدعون باستمرار إلى أن يأخذ حلف شمال الأطلسي في الاعتبار بشكل كامل المخاوف الأمنية لبلدانهم ويتعامل معها في جميع الأبعاد، ويقوم بالاستعدادات اللازمة ومواجهة هذه التهديدات بثبات وبصدق.
وشدد على أهمية عدم التمييز بين الأعضاء في هذا الصدد، مشيرا إلى أن المخاوف الأمنية للأعضاء تشكل حجر الزاوية في استراتيجية التحالف الأمنية الشاملة.
قال “إن المخاوف التي يحملونها مشروعة، ولديهم كل الحق في اتخاذ الاستعدادات والجهود اللازمة لمعالجة هذه المخاوف. ولكن عندما يتعلق الأمر بحلف شمال الأطلسي، فإن تركيا تواجه مخاوف من هذا القبيل”.
وأضاف أن “تركيا ليست وحدها التي تشترك في مخاوف مشتركة مع دول أعضاء أخرى في حلف شمال الأطلسي، والتي ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، أصبح حلف شمال الأطلسي خاضعاً لهيمنة الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد، مع هيمنة الاتحاد الأوروبي على استراتيجيات حلف شمال الأطلسي بشكل أكبر”.
واشار أنه “في مثل هذا الاتجاه، فإن عدم أخذ المخاوف الأمنية لتركيا، وهي دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي، في الاعتبار والبقاء خارج التوجه العام للتحالف لن يكون بالتأكيد متوافقا مع الروح والمبادئ التأسيسية للتحالف”.
وأضاف “إنني فقط ألفت الانتباه إلى هذا الخطر. كما يقول رئيسنا هذا من وقت لآخر. وباعتبارنا دولة عضو في حلف شمال الأطلسي منذ سنوات عديدة وعضو قوي، فمن واجبنا أن نصدر مثل هذه التذكيرات الاستراتيجية في الوقت المناسب”.
كما أعرب عن ارتياحه لتعيين الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
وأعرب فيدان عن تمنياته لروتي بالنجاح في دوره، وأعرب عن أمله في تعزيز روح التحالف داخل حلف شمال الأطلسي.
وقال “نعتقد أنه سوف يتفهم المخاوف الأمنية لدينا، نحن الذين نشكل الجناح الشرقي للتحالف، وكذلك الجناح الشمالي وبقية الجانب الأطلسي، وسوف يطور وجهات نظر متوازنة في تطوير الاستراتيجيات وفقًا لذلك”.