بولندا سياسة

وزير داخلية بولندا حول استعداد بلاده لـ”نشر أسلحة نووية” على أراضيها

علق وزير الداخلية البولندي ، توماش شيمونياك، على طلب الرئيس أندريه دودا من الولايات المتحدة بنقل الرؤوس النووية إلى الأراضي البولندية ،بأنه "يجب التحدث عن هذا الأمر فقط إذا كنا قد اتفقنا عليه مع حلفائنا"، مشيرًا إلى أنه يدعم هذه الفكرة بشرط أن تكون واقعية. وأضاف: "يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل ضمان الأمن".

وأفاد الوزير شيمونياك أن: “هذا الموضوع ليس جديدًا. تقاسم بعض القدرات من قبل الولايات المتحدة مع الحلفاء يتم بالفعل مع دول أخرى”. ومع ذلك، أشار الوزير إلى أنه يجب التحدث عن هذا الموضوع “إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الحلفاء”. وأضاف: “حتى لا يبدو الأمر كأنه خلق أفكار خاصة بنا”.

وأضاف شيمونيك: “أؤيد هذا الموقف بشرط أن يكون واقعيًا. إذا أعلننا شيئًا علنًا، ولم يحدث ذلك لاحقًا، فهذا ليس الطريق الصحيح. يجب أن نفعل كل شيء من أجل أمننا. يجب أن تكون الفعالية هي الأهم”.

الرئيس أندريه دودا يوجه يطالب الولايات المتحدة بنشر الأسلحة النووية في بولندا

أثار الرئيس البولندي أندريه دودا الجدل من خلال دعوته للولايات المتحدة الأمريكية بشأن نشر الرؤوس النووية الأمريكية في بولندا. وقد تم تسليط الضوء على هذا الموضوع بعد أن تحدث دودا في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” وناقش معه إمكانية نقل الأسلحة النووية إلى الأراضي البولندية. هذا التصريح يأتي في وقت حساس بالنسبة للأمن الأوروبي في ظل التصعيد المستمر في النزاع الروسي-الأوكراني وتأثيراته على الاستقرار في المنطقة.

وكان دودا قد ناقش هذا الموضوع مع الجنرال كيث كيليوجي، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شؤون أوكرانيا وروسيا.

وقال دودا في مقابلة مع “فاينانشيال تايمز”: “تم توسيع حدود الناتو إلى الشرق في عام 1999، لذلك من الطبيعي أن يتم نقل البنية التحتية للناتو إلى الشرق بعد 26 عامًا. بالنسبة لي، هذا أمر بديهي”. وأضاف أنه سيكون أكثر أمانًا إذا كانت الأسلحة النووية موجودة على الأراضي البولندية.

الرؤوس النووية الأمريكية

تتواجد الرؤوس النووية الأمريكية حاليًا في عدة دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، وإيطاليا، وتركيا، بموجب ما يُعرف بـ “الانتشار النووي المشترك” ضمن حلف الناتو. يعني هذا أن الأسلحة النووية الأمريكية يمكن أن تُستخدم من قبل الدول المستضيفة إذا لزم الأمر، لكن يتم التحكم فيها بشكل أساسي من قبل الولايات المتحدة. ولم تكن بولندا جزءًا من هذا الاتفاق حتى الآن.

طالما كانت بولندا تعتبر نفسها جزءًا من الجبهة الشرقية لحلف الناتو، في ظل وجود تهديدات مستمرة من قبل روسيا، خاصة بعد ضمها لشبه جزيرة القرم في عام 2014 واندلاع الحرب في أوكرانيا في عام 2022. بولندا ترى أن نشر الأسلحة النووية الأمريكية على أراضيها قد يعزز بشكل كبير الأمن الإقليمي في مواجهة هذه التهديدات.

المواقف المختلفة حول نشر الرؤوس النووية في بولندا

في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس أندريه دودا أن نقل الأسلحة النووية إلى بولندا سيزيد من أمن البلاد وأمن المنطقة بشكل عام. يرى الكرملين، أن نشر الأسلحة النووية في بولندا سيكون بمثابة استفزاز كبير. روسيا ترى أن أي خطوة من هذا القبيل قد تضعف استقرار المنطقة وتزيد من المخاطر العسكرية بشكل كبير. سيكون هذا في رأي موسكو انتهاكًا آخر للنظام الأمني الذي كان قائمًا في أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة.

من جانب آخر لم تتخذ الولايات المتحدة أو حلف الناتو حتى الآن، خطوة رسمية بشأن هذه القضية،حيث لا يزال هناك تحفظ من بعض الدول الأوروبية بشأن نشر الأسلحة النووية في مناطق قد تزيد من تصعيد التوترات مع روسيا ،وأن أي خطوة في هذا الاتجاه تحتاج إلى دعم كامل من حلفاء الناتو، وهو ما لم يتضح بعد إذا كان سيتحقق. قد تواجه بولندا تحديات في إقناع بعض الدول الأعضاء بالحاجة إلى مثل هذا التغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم