بولندا مجتمع
يا غريب كن أديب !!
يا غريب كن أديب !!
جملة تتكرر على مسامعنا في بلداننا العربية لكن للأسف القليل من يتقن معناها و يعمل به ..
حين تشاء ظروف الحياة و تجبرك على ترك بلدك والإغتراب بحثا” عن فرصة أفضل في العيش فتستقر في بلد غريب وأهله غرباء عنك لتبدأ رحلة الاستقرار, فيمنحك هذا البلد العمل والمعيشة والسكن و التعليم و العلاج و هذا من أهم حقوق الإنسان. أي ان هذا البلد وفر لك أهم متطلباتك اليومية لكن هذا لا يعطيك الحق بأن تطالب بمعاملتك كأبناء البلد الأصليين أو أن تتجاوز حدودك و تطالب بنفس حقوق أبناء البلد !! فهناك فرق بين طلب المساواة بالمعامله مثل أبناء البلد الأصلي و بين ان ينظر الي جميع حقوق و مزايا ابناء البلد الأصلي و يستنكر عدم حصوله عليها ثم نقول بلد عنصري ؟؟
العنصرية ليست موجودة في بلاد الغرب فقط فهل ننسى مواقف كثير من البلدان العربية تجاه ظروف قهرية أجبرت بعض الدول العربية على التهجير بظروف قهرية و ليس فقط بهدف التحسين من معيشته و كيف تم التعامل معهم سواء من الشعب أو كدولة ؟؟ أم ننسى أنفسنا و نركز على الغرب ثم نقول عنصرية ؟؟
حين تشاء ظروفك و تتواجد في بلد غربي أظهر لهم أخلاقك و مثال للعربي المسالم بأخلاقه وأدبه و تعامله و احترامه لقوانين البلد و عدم التعدي على قوانينهم وأخلاقياتهم وانتقادهم على سياستهم فإذا لم تعجبك حياتهم غادر بسلام دون انتقاد !!
فكم أعجب من فئة من الناس يعيشون في بلد ويعملون في الصباح ويأكلون من خيراتها و ينتقدونها في المساء … هذا معنى . . يا غريب كن أديب ..
كن أديب بتعاملك و كلامك وأخلاقك و احترم قوانيهم و لا ننسى أن جميع مخاوف بلاد الغرب من العرب كانت بسببنا !!! نعم بسببنا فلا نستطيع ان ننكر ان معظم ما يحصل في بلاد الغرب من أعمال شنيعة تأتي من أشخاص عرب و هم عار علينا او تحت إسم الإسلام و الإسلام بريء منهم لكن هذا هو واقع الذي يحصل و للأسف لم نفعل شيء سوى إستنكار داخلي من هؤلاء المجرمين لكن يبقى اسمهم عرب مجرمين !!! لذا يجب ان نتفهم مخاوفهم و نبدأ بأنفسنا أظهر أخلاقك و تعامل بأدب فمطالبك ستحصل عليها إذا كنت تستحقها دون الحاجه للتذمر او الاعتراض و هذا لا يعني ان العنصريه ليست موجوده نعم إنها موجوده و ستبقى موجودة لكن ليست قاعده.
العنصرية جزء من مجتمع و ليس المجتمع ككل و هي موجودة في جميع البلدان والشعوب وهي ظاهرة لن تختفي بين ليلة وضحاها بل مع التعايش والتعامل إبدأ بنفسك و أعمل بأخلاقك ..
ميريام الزين