البولنديين يتشحون بالسواد احتجاجا على مشروع قانون يجرم الاجهاض
قام الالاف من البولنديين بنشر صورهم متشحين بالسواد على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “الاحتجاج الأسود” احتجاجا على مشروع قانون يجرم الاجهاض ويزيد من التشديد على قوانين الاجهاض .
وقد وصف العديد من المعارضين للقانون بأنه “همجي” وانتهاك صارخ لحقوق المرأة .
ومشروع القانون قام بإعداده مؤسسة بحثية بدعم من الكنيسة الكاثوليكية والحزب اليميني الحاكم والذي يفرض عقوبة بالسجن تصل الى خمس سنوات بتهمة التسبب في وفاة طفل خلال فترة الحمل في حال الموافقة عليه.
وسيُسمح بالإجهاض فقط في حال تهديد الحمل لحياة الأم، بينما لن تُقبل مسوغات أخرى لإنهاء الحمل مثل حدوثه نتيجة اغتصاب أو سفاح القربى أو وجود تشوهات في الجنين.
وإذا ما سُن القانون، سيُطبّق على النساء (والفتيات) اللواتي يعتزمن الخضوع إلى عملية إجهاض وعلى الأطباء الذين يجرونه.
وكان قد تظاهر يوم الاحد 25 سبتمبر/ايلول المئات من البولنديين في عددا من المدن البولندية بتنظيم من حزب “رازم” التي تعني بالعربية “معا” احتجاجا على مشروع القرار .
وتحت مظلة لجنة الدفاع عن الديمقراطية، يتهم المعارضون حكومة حزب القانون والعدالة بالسعي إلى شل عمل المحكمة الدستورية
وإعداد قانون ينص على منع شبه تام للإجهاض في تشديد للقانون الراهن الذي يعتبر من الأكثر صرامة في أوروبا
و وجه المفكر اليساري “ادم ميشنيك” الذي يعتبر احد وجوه المعارضة المناهضة للشيوعية تحذيرا إلى المحافظين من أي
انتهاك للدستور، وقال أن “لجنة الدفاع عن الديمقراطية لا تريد إسقاط الحكومة تريد أن تحترم حكومة “ياروسلاف كاتشينسكي” القانون
والدستور، ولكن إذا لم تحترمهما فمن واجب المجتمع إبعادها من السلطة، سيتم إبعادها عبر انتخابات ديمقراطية”.
وأضاف ميشنيك “لا يمكن أن نقبل بسياسة تفضي إلى عزلة بولندا، إلى نزاعات مع الجيران”، في إشارة إلى قلق المؤسسات الأوروبية من سياسة الحكومة.
وكان البرلمان الأوروبي قد ندد منتصف الشهر الجاري /ايلول سبتمبر، بشل المحكمة وإقرار قوانين قد تشكل مساسا بالحريات الأساسية.