أكدت وزارة الداخلية البولندية عزمها تشييد مخيمات لطالبي اللجوء على هيئة قرية من الحاويات اقتداء بالحكومة المجرية.
وطرح وزير الداخلية البولندي ماريوش بواشاك هذا المقترح خلال حوار إذاعي أجراه مع محطة ز ي ت قائلا إن الحكومة ترغب في إنشاء هذه المخيمات تحسبا لحالة طوارئ محتملة نتيجة للهجرة. وأضاف أنه من الممكن أن تتعرض بولندا لنزوح كثيف من المهاجرين في المستقبل القريب، كما أفادت بذلك جريدة دزينيك جازيتا براونا.
وأشار بواشاك في معرض حديثه على أن “مثل هذه المخيمات موجودة في ألمانيا على سبيل المثال” مستشهدا بكلام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت إن طالبي اللجوء يتكدسون في المدن. وبناء عليه “فإنهم يناقشون بكل هدوء رغبتهم في نقلهم إلى القرى” كما جاء على لسان الوزير.
وقال أيضا إن الحريق الذي اندلع مؤخرا في مخيم غراند سينث للمهاجرين بدونكيرك يعد سببا كافيا لتواجد الحراس على المخيمات.
وجوابا على سؤال حول انعدام حظوظ المسلمين في الحصول على حق اللجوء في بولندا قال بواشاك” هذا صحيح، لكننا نهتم بالسلامة ونحن ندرك جيدا أن أزمة المهاجرين هي أزمة حقيقية وهي تلقي بظلالها على التطورات الخطيرة التي تحصل في أوروبا الغربية التي قد تفضي إلى هجمات إرهابية”
وقد انتقد الوزير سياسات الاتحاد الأوروبي التي تسعى إلى إعادة توزيع المهاجرين من اليونان وإيطاليا باتجاه بولندا حيث قال” إننا نختلف تماما مع الآليات التي يتم من خلالها جذب أفواج من المهاجرين وهذه مشكلتنا الرئيسية”.
{loadposition TOP3}
وفقا لصحيفة غازيتا ويبورسزا فقد انتقد البعض فكرة نسخ السياسة الهنغارية بشدة. وذكرت الصحيفة أن المهاجرين سيوضعون في حاويات محاطة بالأسلاك الشائكة والحراس.
كما اشتكت من هذا المقترح جمعيات حقوق الإنسان كمؤسسة هلسنكي لحقوق الإنسان على لسان المحامي مارتي غورزيسنسكيج الذي قال بأن ظروف مخيمات المهاجرين ستكون أشبه بالسجن. وحسب المؤسسة الحقوقية فإن العدد الفعلي للمهاجرين الذين ينحدرون في غالبيتهم من الشيشان، لم يبلغ سوى 972 شخصا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2017
ويري محامو جمعية التدخل القانوني أن الحكومة قد تواجه عقبات قانونية إذا ما قررت المضي قدما في هذه الخطوة. وقد خسرت هنغاريا التي قامت بإنشاء قرى الحاويات على طول حدودها الصربية، عدة قضايا أمام المحكمة تتعلق بسيدة حامل ومهاجرين قاصرين.
وقد تعرضت كل من بولندا والمجر للتهديد من طرف الاتحاد الأوربي بواسطة تدابير عقابية سياسية ومالية. وصرح مصدر دبلوماسي لصحيفة التايمز الأمريكية أن الدولتين قد تواجهان طردا محتملا من الفيسغراد إذا ما استمرتا في رفض المهاجرين.