الجالية القطرية
أمير قطر في بولندا اليوم لأول مرة منذ استلامه الحكم
يبدأ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس زيارة رسمية إلى بولندا، هي الأولى له منذ استلامه الحكم، يلتقي خلالها الرئيس البولندي أندري دودا وعدد من كبار المسؤولين، ويرتقب أن تتوج بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية، وتثمين الشراكة القائمة بين البلدين، سيما في مجال الطاقة والغاز.
ومن المرتقب أن يلتقي أن يلتقي أمير قطر رئيس بولندا أندري دودا، ورئيسة الوزراء بيتا سيدلو، ورئيس البرلمان ماريك كوشينسكي. وقبل ذلك، التقى أمير قطر رئيس بولندا في أيلول / سبتمبر من عام 2014، على هامش الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، حيث عقد قائدا البلدين سلسلة مشاورات سياسية تناولت دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تنسيق المواقف في العديد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك والزيارات المتبادلة بين الجانبين البولندي والقطري على عدة مستويات.
{loadposition TOP3}
وعشية زيارة أمير قطر، أعلن مجلس الوزراء القطري أمس عقب اجتماع له الموافقة على مشروع اتفاقية للتعاون الاقتصادي بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية بولندا. ومشروع اتفاقية للتعاون في المجال الثقافي بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية بولندا.
وخلال شهر نيسان / أبريل الماضي عقدت في العاصمة البولندية وارسو جولة مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر وجمهورية بولندا. وترأس الجانب القطري في المشاورات، الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، بينما ترأست الجانب البولندي، يوانا فرونيسكا نائبة وزير خارجية جمهورية بولندا. وجرى خلال جولة المشاورات السياسية بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى عدد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وفي كانون الثاني / ديسمبر 2013، شهدت الدوحة قمة قطرية بولندية جرى خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الرياضة بين اللجنة الأولمبية القطرية ونظيرتها البولندية، وخطاب نوايا بين وزراء داخلية البلدين حول التعاون في مجال تدريب إدارات تنفيذ القانون.
وتعليقا على الزيارة، قالت وكالة الأنباء القطرية إن زيارة أمير قطر على بولندا تمثل «تدشن لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي والتنسيق المشترك». في حين، قال كشيشتوف سوبروفيتش سفير بولندا في الدوحة لصحيفة «العرب» القطرية إن زيارة أمير قطر لبلاده «تاريخية، كونها الأولى»، لافتا إلى أنها «زيارة طال انتظارها من قبل القيادة والشعب في بولندا، لأجل ترقية العلاقات الممتازة إلى علاقات استراتيجية، تجعل بولندا الشريك الرئيسي لقطر وسط أوروبا الشرقية ».
وأكد السفير أن البلدان عملا على وضع سلسلة من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع عليها خلال هذه الزيارة، وهناك مذكرة تفاهم جاهزة للتوقيع عليها حول إنشاء لجنة وزارية مشتركة للتعاون، واتفاقا للتعاون في مجال العلوم الطبية والرعاية الصحية، واتفاقا للتعاون في مجال الثقافة.
ونوه سفير بولندا إلى أن بلاده ترغب أن «تصبح الشريك الرئيسي لدولة قطر في وسط أوروبا الشرقية، ومن تم تقديم رؤيتنا المستقبلية لهذه المنطقة، ودور بولندا فيه كدولة رائدة، كما أننا نود أن نشجع شركائنا القطريين على إلقاء نظرة أكثر شمولية على الفرص التي توفرها لهم بولندا ».
وأضاف: «وبالتأكيد سيتم التطرق إلى تعاون أوثق مع قطر في الاقتصاد والتجارة والاستثمارات، وكذلك في الأسواق الخارجية المشتركة، ونحن ملتزمون باتخاذ خطوات لموازنة العجز التجاري المتنامي الناجم عن واردات الغاز الطبيعي المسال، ومن ثم سيقدم القادة البولنديون إلى أمير قطر أفكارا حول تطوير علاقاتنا التجارية ».
كما أكد السفير حرص بولندا على التعاون المشترك مع قطر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتكثيف التعاون في قطاعي الدفاع والأمن، كما ستتم مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالاستفادة من إطلاع قطر ودرايتها الفريدة بالقضايا الإقليمية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وسوريا، وليبيا، واليمن.
وترتبط قطر وبولندا باتفاقية لزيادة إمدادات الغاز القطري المسال إلى بولندا لتصل إلى مليوني طن في العام.
{loadposition TOP13}
وساهم تشغيل محطة الاستقبال «شينويشجا» البولندية عام 20155 في توسيع نطاق توريد شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، حيث تم البدء أولا في بولندا التي مثلت بوابة العبور إلى دول وسط أوروبا، وبالأخص الدول غير الساحلية التي تفتقد المنافذ البحرية، إضافة إلى منطقة البلطيق
ودشنت محطة استقبال الغاز القطري فصلا جديدا في العلاقات الثنائية، حيث رفعت وتيرة التعاون في كافة المجالات بصورة أسرع، خاصة أن الاقتصاد البولندي من أقوى الاقتصادات في منطقة أوروبا الشرقية لتمتعه بمعدل نمو متسارع وتواجد مؤسسات قوية ومتنوعة، بما يصب في صالح المستثمرين القطريين.
ويعود توقيع اتفاقية الغاز بين البلدين إلى عام 2009، و بمقتضاها تزود قطر بولندا بمليار ونصف المليار متر مكعب من الغاز المسال سنويا ولمدة 20 عاما، بما يعني ضمان أمن الطاقة في بولندا وتنويع مصادرها.
وشهدت العلاقات بين الدوحة ووارسو تطورا وتناميا بشكل كبير خلال الأعوام القليلة الماضية، لاسيما بعد افتتاح السفارة البولندية في الدوحة عام 2006، وافتتاح سفارة دولة قطر في وارسو عام 20088، كما تحتفظ العلاقات بعمق تاريخي حيث كانت جمهورية بولندا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة قطر في عام 19711، كما دعمت طلب انضمامها إلى الأمم المتحدة في العام نفسه.
وشهدت الصادرات القطرية نحو بولندا ارتفاعا ملحوظا، ما جعل قطر حاليا ثالث أكبر شريك تجاري لبولندا بين دول مجلس التعاون الخليجي. وبلغ حجم التجارة المتبادلة بين البلدين 345.5 مليون يورو عام 2016، جزء كبير منها عبارة عن واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر، وهي تمثل البند الرئيسي في التبادل التجاري، في حين أن أكبر مبيعات بولندا إلى قطر تشمل الآلات والمعدات الكهربائية، والمواد الغذائية
{loadposition TOP13}
القدس العربي