بولندا مجتمع

الفن البولندي المسروق أيام الحرب العالمية الثانية .. وسعي الدولة لاستعادته

 

السرقات الفنية حول العالم كانت ولاتزال من أهم القضايا التي شغلت بال العديد من الباحثين والمهتمين، خصوصا وان هذه السرقات التي تعد إرث تاريخي مهم، وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها بعض المتاحف والمؤسسات الفنية بتزايد مستمر أثار الكثير من الخوف والقلق، خصوصا توسع نفوذ عصابات الجريمة المنظمة(المافيا) في جميع دول العالم والتي استفادت كثيرا من بعض الاحداث والازمات السياسية والأمنية، وبحسب تقارير خاصة للإنتربول كما نقلت بعض المصادر، فان سرقة الفن أصبحت أكبر رابع تجارة رواجا حول العالم بعد تجارة المخدرات وغسيل الأموال وتجارة السلاح.

 

{loadposition top3} 

 

ووفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة مونتريال جازيت الكندية في وقت سابق، فإن المخابرات الأمريكية قدرت حجم السوق السوداء لتجارة الفن المسروق حول العالم بنحو 6 بلايين دولار سنويا، كما أكد التقرير أن معدلات استرداد اللوحات والتحف الفنية المسروقة وإعادتها منخفضة للغاية، حيث تتراوح نسبة القطع الفنية المستردة ما بين 5 إلى 8%. وقالت الصحيفة، إن سرقات المتاحف الحديثة أصبحت جريمة منظمة ومتخصصة ودقيقة، مثلما حدث في متحف مونتريال للفنون الجميلة في عام 1972، حينما سرقت 18 لوحة فنية و37 قطعة أزالها اللصوص في 30 دقيقة، وهو ما تكرر في متحف ستوكهولم القومي في عام 2000، حيث استخدم اللصوص قاربا للهرب بعد سرقة المتحف

ونقلت الصحيفة عن ريتشارد إيليس، الذي عمل لمدة 10 أعوام في مجال مكافحة جرائم سرقة الفن بالأ سكوتلانديارد، أن في معظم حالات السرقة للفن يبحث اللصوص عن أن تكون القطعة المسروقة خفيفة الحجم وسهلة الحمل وعالية القيمة الفنية وفى جو أمنى ضعيف، مضيفا أن اللصوص ليسوا سذجا. وقال إيليس إن هذه المسروقات تستخدم في الغالب في تجارة السلاح، وغالبا ما تكون بغرض إعادة بيعها أو للحصول على فدية مقابل إعادة اللوحة، وهو ما يطلق عليه “خطف الفن”، كما أن هناك بعض المتخصصين من محبى الفنون الذين يكلفون لصوصا لسرقة لوحات فنية من أجل امتلاكها. وأضاف، أن فرنسا وبلجيكا وسويسرا هي أكثر الدول التي يتم تداول اللوحات المسروقة فيها، وذلك لأن القوانين في هذه البلاد تسمح بتداول التحف واللوحات، وهي أيضا الأكثر تعرضا لسرقة فنونها حول العالم. في حين دخلت نحو 30 ألف سرقة سجلات الإنتربول. كل ذلك، ولا تدخل، في اللوائح، الأعمال الفنية و الأثرية المسروقة من المتاحف السورية والعراقية، والتي لا تقدر بثمن، بل تختلف الإحصاءات بشأنها، كون الأعمال الإحصائية لم تتوصل حتى الآن إلى تحديد رقم محدد، علماً بأن عدد القطع الفنية التي كان يمتلكها العراق قبل الغزو الأميركي بلغ 200 ألف قطعة.

بولندا

على صعيد متصل اتخذ تاجر أعمال فنية روسي الإجراءات القانونية للطعن على طلب بولندا تسليمه اليها

من الولايات المتحدة. وتتهم السلطات البولندية الكسندر خوشينسكي (64 عاما) بحيازة لوحة فنية تعود للقرن الثامن عشر بشكل غير قانوني بعد سرقتها خلال الحرب العالمية الثانية من قبل ألمانيا النازية. وقدم خوشينسكي أوراقا في محكمة اتحادية في مانهاتن سعيا إلى إلغاء طلب تسليمه الذي شكل الأساس لاعتقاله في نيويورك في فبراير شباط.

وتسعى السلطات البولندية منذ عام 2012 لاعتقال خوشينسكي لحيازته غير القانونية للوحة “فتاة مع حمامة” التي رسمها انطوان بيسني في عام 1754 وفقا لما جاء في أوراق المحكمة. وتقول تلك السلطات إن اللوحة تم الاستيلاء عليها خلال عملية نهب قام بها الرايخ الألماني الثالث في عام 1943. وكان متحف فيلكوبولسكا في مدينة بوزنان البولندية أدرجها على قائمة اللوحات التي تعرضت للنهب. وعثر الجيش الروسي على هذه اللوحة عام 1945 حيث أصبحت جزءا من مخزون الاتحاد السوفيتي السابق كما أفاد طلب التسليم. بحسب رويترز.

 

وتعد هذه اللوحة واحدة من 63 ألف قطعة تقول وزارة الثقافة والتراث الوطني البولندية أنها فقدت خلال الحرب العالمية الثانية. وأمر قاض في بوزنان باعتقال خوشينسكي في 2012. واعتقلت السلطات الأمريكية خوشينسكي الذي يعيش حاليا في وحدة سكنية في مانهاتن وأطلق سراحه في وقت لاحق بكفالة قدرها 100 ألف دولار. ويقول محاموه وفقا لما جاء في الأوراق التي قدمت للمحكمة إن الجريمة المزعومة لا تقتضي التسليم بل انها تعبر عن “نزاع معقد على ملكية مدنية دولية.” وأضاف المحامون إن خوشينسكي أصبح بموجب القانون الروسي المالك القانوني للوحة بعد ان ورثها عن ابيه الذي علقها لسنوات في شقته السكنية في ليننجراد وتوفي في عام 1991.

واحتفلت بولندا يوم الأحد 27شباط الجاري بإعادة ثلاثة أعمال فنية كانت قد نهبت من قبل النازيين بين 1939-1945 أثناء احتلال بولندا خلال الحرب العالمية الثانية الى كراكوف وكانت بحوزة زوجة حاكم كراكوف النازي وفقا لصحيفة الغارديان .

وبعد مفاوضات استمرت لشهور وافق مالك اللوحات الحالي على اعادتها الى بولندا 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى