بولندا مجتمع

بولندا.. حيث يحظى عمال مناجم الفحم بالاحترام أكثر من المعلمين والأطباء

على الرغم من استضافة بولندا لقمة المناخ بنسخة هذا العام “COP24″، إلا أن هذا البلد هو ثاني أكبر البلاد الأوروبية، بعد ألمانيا، في إنتاج الفحم.

وفيما يولّد الفحم 80 في المئة من الكهرباء في بولندا، يقدّر الخبراء أن تنخفض هذه النسبة إلى 39 في المئة بحلول عام 2030، من أجل الوصول إلى درجة الحرارة المستهدفة حتى عام 2100، وهي 2 في المئة.

بالمقابل، تستهدف الحكومة البولندية الوصول إلى ما نسبته 60 في المئة من الاعتماد على الفحم في مجال الطاقة بحلول 2030، كما تعارض قرار الاتحاد الأوروبي بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتخليص الكوكب من الكربون بشكل نهائي بحلول عام 2050.

مملكة بولندا للفحم
يعكس موقف وارسو هذا قوة صناعة الفحم، لكن أيضا، العلاقة الطويلة للبولنديين مع الفحم، حيث تُظهر آخر استطلاعات الرأي أن عمال مناجم الفحم يحظون بالاحترام أكثر من المعلمين والأطباء.

التقت وكالة يورونيوز بعض هؤلاء المولعين بالفحم في بولندا، لا سيما في ضواحي مدينة كاتويس في منطقة سيليسيا، حيث يوجد أكبر منجم فحم في القارة الأوروبية، ويعد رمزا للمنطقة، ويوصف محليا باسم “مملكة بولندا للفحم”.

راداك وونار واحد من 3500 عاملا في المنجم، يقول ليورونيوز إن العمل في الفحم هو أكثر من مجرد وظيفة، وعلى رغم خطورة العمل، إلا أنه لا يفكر في أن يفعل شيئا آخر.

ويضيف: “أشاهد هذا المنجم من نافذة منزلي طيلة حياتي، والدي ومن قبله جدي عملا فيه، إنه بمثابة إرث نتوارثه جيلا إثر آخر”.

ويردف قائلا: “لا أستطيع شرح السبب، لكن شيئا ما يشدني إلى المنجم، لأستمر في العمل فيه”.

نصف مليون عامل
بالنسبة لرئيس اتحاد التضامن في منطقة سيليسيا، دومينيك كولورز، فهو يرى أن قطاع المناجم في في بولندا يوظف حوالي 85 ألف عامل، وبإضافة قطاع الحديد والصلب، الذي يعتمد على صناعة الفحم، يصل العدد إلى نصف مليون عامل تقريبا.

ويضيف كولورز: “إذا تمت عملية خفض الكربونات بالسرعة التي يطلبها الاتحاد الأوروبي، فلن نتمكن من البقاء على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي”.

وخضع قطاع تعدين الفحم الصخري في بولندا إلى عملية إعادة هيكلة عميقة في العقود الماضية، لكن الأمر لم يكن ناجحا دائما.

فمدينة وبجك (جنوب منطقة سيليسيا) مثلا، لم تتعاف من إغلاق جميع مناجم الفحم في المنطقة المجاورة.

الناس تعاود الحفر
بالنسبة لرومان يانيسك، عامل الفحم الذي فقد وظيفته منذ نحو عقدين، فقد سافر إلى عدة دول عبر القارة الأوروبية في محاولة لإيجاد عمل، لكن دون جدوى.

بالمقابل، بدأ العمل فيما يعرف باسم “حفرات الفقراء”، وهي مناجم حُفرت بشكل غير قانوني في ضواحي المدينة.

ويقول رومان إنه على رغم الزيارات المتكررة والكثيفة لقوات الشرطة لهذه الأماكن، إلا أن ذلك لن يمنع أحدا من العاملين في هذه المناجم من العمل، لأنه السبيل الوحيد للعيش.

ويضيف: “تأتي السلطات وتسد الحفرات، لكن الناس تعاود الحفر والعمل فيها، لأن الفحم هنا حاجة دائمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى