بولندا سياسة

الغارديان: ماذا حدث لمؤتمر بولندا (الأمريكي) ضد إيران؟‎

تحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تغيُّر في خطة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة إيران بالشرق الأوسط.

جاء ذلك في مقال لمحرر الشؤون الدبلوماسية بالصحيفة، باتريك وينتور، تناول فيه أسباب تراجع أمريكا عن فكرة عقد مؤتمر دولي في بولندا لتشكيل تحالف دولي ضد طهران.

ويقول وينتور إن المؤتمر الذي يُفترض أن ينعقد على مدار يومين، أصبح الآن يركز على البحث عن حلول للأزمات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وليس الملف الإيراني فقط، مشيراً إلى أن هذا التغيير جاء بعد ضغوط قوية من الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن.

وينتور اعتبر أن هذا التغيير ربما سيجعل مشاركة بريطانيا في المؤتمر أكثر احتمالية، خاصة أنها تعد من أقرب الحلفاء لكل من واشنطن ووارسو، وهي من الدول التي تواجه تمزقا بين حضورها المؤتمر والبقاء بعيدا، فهي من الناحية التقليدية تعد قريبة من الولايات المتحدة وبولندا، لكنها متمسكة بالاتفاقية النووية، وربما كانت الأجندة الموسعة المقترحة من أمريكا محاولة لدفع بريطانيا للمشاركة فيه فضلاً عن أنها تسعى لعلاقات اقتصادية أكبر مع إيران.

وتنقل الصحيفة عن ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جوناثان كوهين، قوله إن النقاشات في مؤتمر بولندا “أوسع بكثير من أن تكون متركزة على بلد واحد أو مجموعة من القضايا”، وأضاف أن المؤتمر “سيكون عصفا دماغيا دوليا”، وأكد أنه “لن يكون مسرحا لشيطنة إيران أو الهجوم عليها”، وقال كوهين إن قضايا مثل الأزمات الإنسانية في سوريا واليمن وتطوير الصواريخ والأمن الإلكتروني ستتم مناقشتها.

ويورد التقرير نقلا عن ممثلة بولندا في الأمم المتحدة جوانا رونيكا، قولها إن المؤتمر الذي سيعقد على مستوى وزاري في وارسو سيقدم “قيمة إضافية للجهود السلمية في الشرق الأوسط، وخلق رؤية إيجابية في المنطقة”، وأضافت أن 70 دولة ستشارك في المؤتمر، مؤكدة أن القمة ستتناول “عددا من القضايا الأفقية المتعلقة بالمنطقة كلها، ولا ننوي التركيز على دولة بعينها خلال المؤتمر”.

ويضيف وينتور أن المؤتمر سينعقد يومي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر المقبل، وأن واشنطن تسعى من خلاله لممارسة ضغوط على الشركات الأوروبية لالتزام الحزمة الثانية من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على إيران، وكذلك إقناع الحكومات الأوروبية بالتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران الذي وقّعته الدول الكبرى عام 2015.

وحذّر الكاتب في مقاله، الولايات المتحدة من صعوبة موقفها بهذا الصدد، خاصة في ظل إعلان روسيا عدم حضور المؤتمر؛ وبذلك سيكون امتناع مزيد من الدول عن حضور المؤتمر أو المشاركة بتمثيل منخفض المستوى ضربة لواشنطن، وتعبيراً عن عزلتها الدولية في مقابل إيران، بحسب الكاتب.

الغارديان-عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى