بولندا سياسة

هل تحضر وارسو نفسها لحرب مع موسكو؟

وافقت واشنطن الأسبوع الماضي على بيع وارسو مقاتلات شبح من طراز “أف-35 أيه” في صفقة تناهز 6.5 مليارات دولار.

وتأتي هذه الصفقة مرضية إلى حد كبير للرئيس البولندي المحافظ أندريه دودا، والذي لا يوفر أي مناسبة كانت لانتقاد تصرفات روسيا وأطماعها تجاه جيرانها، خاصة وأنه يمثل تيارا يمينيا مقربا من واشنطن.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن الاتفاق يضم بيع 32 مقاتلة تصنعها مجموعة “لوكهيد مارتن” الأميركية و33 مفاعلا “أف-135” من صناعة “برات أند ويتني”، إضافة الى الأسلحة وأنظمة الملاحة الضرورية لها، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.

وأضافت الخارجية أنه عبر إتمام هذه الطلبية لوارسو والتي أعلنت في يونيو لمناسبة زيارة الرئيس البولندي اندريه دودا لواشنطن، تريد الولايات المتحدة أن “تزود حليفا رئيسيا في حلف شمال الأطلسي بالمقاتلة الأكثر تطورا في العالم وتقلص اعتماده على المعدات الروسية المتقادمة”.

وتسلح بولندا يكشف عن خطط أكبر للاستعداد لأي أطماع روسية تجاهها، وذلك وفق تحليل نشرته مدونة “ذا باز” في موقع “ذا ناشونال إنترست”.

وأشار التحليل إلى أن بولندا، التي تعاقبت على هيمنتها روسيا وألمانيا، زادت إنفاقها العسكري بشكل جوهري ليشكل ما نسبته 2.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في 2019، وأعلنت وارسو سابقا عن خطة لتحديث أنظمتها العسكرية بكلفة تناهز 43 مليار يورو مخصصة خلال الأعوام 2017-2026.

ويقول الدكتور كشيشتوف كوسكا، محلل متخصص بالإنفاق العسكري إن الأرقام المجردة لا تكشف عن “القصة الكاملة” لتسلح وارسو، خاصة وأن نسبة النفقات العسكرية التي تبلغ نسبتها 2 في المئة تعني الكثير، خاصة إذا ما نظرنا إلى الناتج المحلي الإجمالي لبولندا والذي يعد كبيرا بين دول أوروبا الشرقية.

وستحل مقاتلات “أف-35” محل مقاتلات “ميغ-29″ و”سو-22” في سلاح الجو البولندي “من دون أن يؤثر ذلك على توازن القوى في المنطقة”، حسب ما يشير إليه بيان الخارجية الأميركية.

ويذهب التحليل إلى أن تخوف بولندا من الأطماع الروسية يعد أمرا مشروعا، خاصة وأن المجال الجوي فوق العديد من المطارات البولندية يعد ضمن المسافة التي قد تبلغها الصواريخ الروسية بعيدة المدى نظريا، ناهيك عن أن العديد من المناطق تعد أهدافا محتملة لصواريخ بالستية روسية، وحتى المدفعية من مناطق في كالينينغراد الروسية وحتى من قبل القوات التابعة لموسكو الموجود في بيلاروسيا.

ويوضح التحليل أن قدرات بولندا في أي مواجهة مع روسيا ستكون أفضل بوجود طائرات الـ “أف-35 أيه” والتي ستعززها وجود بطاريات صواريخ “باترويت باك-3” والتي من المفترض أن تحول دون تدمير هذه الطائرات وهي على الأرض.

ويشير كوسكا إلى أن صواريخ باترويت ستكون أشبه بخط دفاع أساسي، ستعززه أنظمة دفاع جوية أخرى ستستخدمها وارسو في قيادة معاركها الجوية.

وكان الحلف الأطلسي “الناتو” قد عزز قدراته الدفاعية على طول جبهته الشرقية بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والدور الذي ينسب إلى موسكو في النزاع الأوكراني، بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس.

وتم نشر هذه التعزيزات في دول البلطيق الثلاث وبولندا، ويتخذ الحلف إجراءات لتحسين قدرته على الرد في حال حصول أي توغل

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى