مقالات الرأي

العنصرية الخفية .. إبنتي ليست إرهابية !!

 

 

ابنتي ليست إرهابية … جملة بدأتها سيدة بولندية تدعى “أغنيشكا” متزوجة من رجل سعودي الجنسية خلال سرد حادثة تعرضت لها طفلتها ذات الثماني سنوات أثناء اللعب مع أصدقائها “6-8″سنوات  على موقعها الخاص في الفيس بوك .

وتسرد السيدة قصتها  “انه بتاريخ 11 حزيران/يوليو عادت ابنتي إلى البيت وهي تبكي وتقول : أمي أنا لست ارهابية ! .. انا لا اريد ان اقتل احدا ! عادت من ملعب الأطفال تبكي نتيجة اتهامها من قبل أصدقائها بأنها “عربية إرهابية ” و”لاجئة ” لمجرد انها تملك بشرة داكنة و ان والدها هو من المملكة العربية السعودية !!!

وأضافت السيدة “لقد كانت صدمة كبيرة لي  .. إنها حقاً تجربة مؤلمة ” لي و لأبنتي “.

وتقول السيدة ” ابنتي، كالعادة، كانت تلعب مع الأطفال الآخرين أمام البناية ،ونحن نعرف بعضنا البعض جيدا. وفي لحظة .. بدأ الصبية الثلاثة سؤال ابنتي عن أصولها، وعندها فقط لاحظوا انها تملك بشرة داكنة الآن فقط تحول اهتمامهم إلى شيء آخر، البشرة الداكنة. وبعد أن أوضحت لهم  الفتاة أن والدها هو من المملكة العربية السعودية …  بدأوا بإلقاء  سلسلة من الكلمات الهجومية … واصفين إياها بـ الإرهابية العربية , وأنها لاجئة وبدأت الفتاة بالبكاء واستمر الصبية بالسخرية منها “.

وتابعت السيدة “لقد حاولت واحدة من السكان تنبيه الصبية إلى أن هذه الأفعال غير جيدة  وهذا الكلام خاطئ ويجب عليهم الاعتذار للفتاة لكنهم لم يستجيبوا لها وانا اشكرها كثيرا “.

 

{loadposition top3} 

 

وتقول اغنيشكا “ماحدث شكَل صدمة بالنسبة لنا وأنا لا ألوم الأطفال ولكن هذا رد فعل قاسي ويعكس مايتكلم به البالغين من حولهم عن الأجانب والعرب “.

وناشدت السيدة جميع الآباء والأمهات أن يعلموا أبناءهم التسامح واعدادهم في سن مبكرة أن يتقبلوا الطرف الآخر بأنه ليس أسوأ أو أفضل !!! وأنه غير مهم الاختلاف بلون البشرة أو الإيمان أو المظهر

وطلبت من المدارس في بولندا إجراء محادثات مع الأطفال والشباب عن الثقافات الأخرى والأديان والتسامح

وأضافت “أود أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أن التسامح والقبول في المجتمع ليست كلمات فارغة! “.

 

أسوأ ما يمكن تخيله أن يتكلم الأطفال بحوار مليء بالعنصرية تجاه بعضهم البعض رموا طفولتهم جانبا للحظة وألقوا تهمهم وعدوانيتهم على فتاة لاتتجاوز الثامنة من عمرها .. هل هذا حوار الآباء يكرره الأطفال بلا وعي ؟؟

و ان تصل الاتهامات والاعتداءات العنصرية  لتصبح حوارا بين الأطفال فهذا مايسمى بـ “العنصرية الخفية” الغير مقبولة والتي تنتشر بين الاطفال ويعيدون ترديد كلام مايدور حولهم بدون وعي لكلامهم أو ادراك مدى خطورته ,والتي بدورها تؤثر سلبا في الطفل المُتلقي وتترك أثاراً لا تمحى ,وأفضل الطرق للحد من هذه الآفة هو تثقيف الأطفال من قبل الأسرة والمجتمع في سن مبكرة وتعريفهم  معنى التسامح والمساواة وكيفية تقبل الطرف الآخر والعمل على  نشر ثقافة التعايش السلمي والحوار والبعد عن العصبية والعنصرية.

وماتزال بولندا في المراكز الاولى في معاداة الاجانب وأظهرت الدراسات الأخيرة أن بولندا تحتل المرتبة الثانية بنسبة 56% بعد الإيطاليون عن أكثر الشعوب الرافضة للأجانب على أراضيها وفق دراسة أجراها مركز “بيو” للأبحاث .

 

 HANADI MOHAMAD : بقلم    

   

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى