دولي

مستشار الامن القومي الأمريكي يبيّن ماهي رؤية ترامب لأمريكا في الخارج ؟

 

اختتم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ثانى رحلة له فى الخارج، لتعزيز المصالح والقيم الأمريكية، فضلًا عن ترسيخ تحالفاتنا فى جميع أنحاء العالم، وبالفعل كلتا الزيارتين أظهرت تجدد القيادة الأمريكية لتعزيز المصالح المشتركة، وتأكيد القيم المشتركة، والتهديدات المتبادلة، وتحقيق الازدهار.

وأبرزت مناقشات ترامب مع زعماء العالم وجود إمكانيات غير عادية: إمدادات هائلة من الطاقة بأسعار معقولة، وأسواق غير مستغلة يمكن فتحها للتجارة الجديدة، وعددًا متزايدًا من الشباب الذين يسعون لإيجاد الفرصة لبناء مستقبل أفضل فى أوطانهم، وشراكات جديدة بين الدول التي يمكن أن تشكل الأساس لسلام دائم، ففي كل فرصة فى الخارج، أوضح ترامب رؤيته لتأمين الوطن الأمريكى، وتعزيز الرخاء والنفوذ الأمريكي.

وركزت الاجتماعات فى بولندا، وفى قمة مجموعة الـ٢٠، فى ألمانيا، على بناء تحالفات للحصول على أفضل النتائج الممكنة لأمريكا وحلفائها، فلا يمكن للولايات المتحدة أن تكون عضوًا سلبيًا فى المنظمات الدولية، فنحن نعمل مع الأصدقاء لمواجهة التهديدات المشتركة، واغتنام الفرص، ذات المنفعة المتبادلة، والضغط من أجل إيجاد حلول للمشاكل المشتركة.

وفى وارسو، تحدث ترامب للشعب البولندي، وكرر “التزامنا بالدعم المتبادل، والدفاع عن بولندا، وعن حلفائنا فى «الناتو» ضد التهديدات المشتركة”، كما أكد أن وجود «بولندا قوية هو بمثابة نعمة لأوروبا»، وأن «وجود أوروبا قوية هو بمثابة نعمة للغرب وللعالم بأسره».

كما التقى ترامب مع ١٢ من قادة عدة دول حول العالم، وتعهد بالتزام أمريكا بتوسيع فرص الحصول على الطاقة الموثوق بها، بأسعار معقولة، فى دول البلطيق، وأوروبا الوسطى، ومنطقة البلقان، فمساعدة الدول على تنويع مصادر الطاقة تقوى اقتصاداتها، وتخلق فرص عمل جديدة، كما أنها تمنع الخصوم من استخدام الطاقة للتخويف أو الإكراه، وخلال حفل عشاء جمع ترامب ورئيس كوريا الجنوبية، ورئيس وزراء اليابان، شينزو آبى، فى هامبورج، اتفق القادة الـ٣ على استراتيجية مشتركة لمواجهة خطر كوريا الشمالية، وضمان الأمن فى شمال شرق آسيا، والولايات المتحدة.

وأهم ما فى نهج ترامب هو أن الولايات المتحدة ستسعى فى مجالات الاتفاق والتعاون مع التركيز على حماية المصالح الأمريكية، ففى قمة مجموعة الـ٢٠، دعمت الولايات المتحدة التجارة المفتوحة، لكنها أصرت على أن تكون عادلة، واعترف بيان القمة «بأهمية التجارة المتبادلة والمنفعة المتبادلة»، كما اتفق جميع القادة على بذل المزيد من الجهد للقضاء على الطاقة الفائضة فى القطاعات الصناعية مثل الفولاذ، فبسبب القيادة الأمريكية انضمت جميع الدول الـ٢٠ معًا لإصدار نداء عاجل «لإلغاء إعانات السوق، وأنواع أخرى من الدعم من قبل الحكومات»، وبدلًا من ذلك «تعزيز تكافؤ الفرص بشكل حقيقى».

واتفق قادة مجموعة الـ٢٠ على أن الاقتصاد القوى، والكوكب الصحى، سيعززان بعضهما البعض، وستواصل أمريكا أن تكون مثالًا يُحتذى به فى إثبات أن قوى السوق، والحلول التكنولوجية، هى أكثر الوسائل فعالية لحماية البيئة مع زيادة النمو الاقتصادى.

وفيما يخص الهجرة، فقد أكد القادة على «الحق السيادى للدول فى إدارة ومراقبة حدودها»، وناقشوا ضرورة «معالجة الأسباب الجذرية للتشريد»، وخلق فرص أفضل للناس للبقاء فى أوطانهم، وإعادة بناء مجتمعاتهم.

ولعل الأهم من ذلك هو تأكيد ترامب، فى هذه الرحلة، على أن شعار «أمريكا أولًا» متأصل فى القيم الأمريكية، وهى القيم التى لا تعزز أمريكا وحدها، بل تقود التقدم فى أنحاء العالم، فأمريكا تدافع عن كرامة كل شخص، وتؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة، وتحتفى بالابتكارات، وتحمى حرية التعبير، وحرية الدين، وتدعم وجود أسواق حرة، ونزيهة.

وعلى سبيل المثال، فقد انضمت الولايات المتحدة مع البنك الدولى فى مبادرة لتوفير أكثر من مليار دولار لدعم ريادة الأعمال، للمساعدة فى تمكين المرأة فى أنحاء العالم، فهذا الجهد سيساعد النساء فى البلدان النامية على زيادة فرص الوصول إلى رأس المال والأسواق والشبكات اللازمة لبدء وتنمية الأعمال التجارية فى الاقتصاد الحديث.

وتبقى الولايات المتحدة هى المصدر الأكبر فى العالم للمساعدات الإنسانية، ففى قمة الـ٢٠، التزمنا بمبلغ إضافى قدره ٦٣٩ مليون دولار للمساعدة فى إنقاذ حياة الملايين من الناس المهددة من قبل المجاعات، كما دعينا الدول الأخرى إلى الانضمام إلينا فى بذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية.

 

{loadposition top3}

 

وبطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع الدول الأخرى حول العالم، مازالت تواجه تحديات خطيرة، بما فى ذلك خطر الإرهاب، وتهديد الأنظمة المارقة، ولكن العمل مع الدول الأخرى سيسمح لنا بفرصة أفضل لمعالجة هذه التحديات، فعلى سبيل المثال، أكد ترامب ورئيس إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة فى العالم، جوكو ويدودو، على التعهد الذى خرج سابقًا أثناء زيارة الرئيس الأمريكى للسعودية، بمنع تمويل الإرهابيين، وأولئك الذين ينشرون أيديولوجيات بغيضة.

وفى بيان رسمى بشأن مكافحة الإرهاب، أكدت جميع الدول الـ٢٠ على إدانة جميع الهجمات الإرهابية فى أنحاء العالم بشدة، وعلى أنهم يقفون متحدين فى مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وفى العديد من المناقشات مع الحلفاء والشركاء فى القمة، وافق الزعماء على أن كوريا الشمالية تمثل تهديدًا عالميًا، وعلى أن الأمر بات يتطلب عملًا جماعيًا.

ويتجذر شعار أمريكا أولًا من الثقة بأن قيمنا تستحق الدفاع عنها، والترويج لها، فالوقت الحالى هو وقت التحدى الكبير لأصدقائنا وحلفائنا، فى جميع أنحاء العالم، كما أنه يمثل فرصة غير عادية أيضًا، فقد عاد الوفد الأمريكى من رحلته الأخيرة بتفاؤل كبير حول مستقبل الولايات المتحدة، وما يمكن لها، ولحلفائها، وشركائها، تحقيقه معًا.

نقلًا عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية

* مستشار الأمن القومى الأمريكى

ترجمة- فاطمة زيـدان

 

{loadposition top3}

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى