بولندا مجتمع

“الهجرة إلى أرض الأجداد”…تاريخ العودة إلى بولندا

تعتبر بولندا من الدول التي اعتمدت قوانين خاصة لتشجيع عودة مهجريها والأشخاص الذين يرتبطون بها بجذور تاريخية تعود للآباء والأجداد، لتعتمد قانون “الإعادة الى الوطن” في يناير/كانون الثاني 2000.

اعتمدت بولندا قانونا يهدف لإعادة الأشخاص الذين تربطهم أواصر تاريخية ببلدهم، ليظهر أول قانون في هذا الاتجاه في عام 2000، إلا أنه وبعد مضي 17 عاما عليه تم إجراء عدد من التعديلات الجوهرية.

فأصبحت الحكومة تقدم المزيد من التسهيلات والمساعدات التي تشجع على عودة هؤلاء الأشخاص.

فيكتور أحد الأشخاص الذي استفاد من القانون، مطالبا بحق العودة برفقة أسرته لينتقل في العام 2019 إلى مدينة بوزنان.

“أولى خطوات العودة”

تحدث فيكتور لـ”سبوتنيك” عن عملية العودة إلى أرض الأجداد، قائلا: “لقد انتقلت عائلتنا إلى بولندا قبل عام، كون أبي وجدي من جذور بولندية، حيث تم معاقبتهم في عام 1937 ونفيهم إلى كازاخستان، وهناك قمنا بتقديم الأوراق الثبوتية إلى السفارة البولندية لنتلقى الإجابة بعد عام”.

“برامج إعادة التوطين”

تحدث فيكتور عن البرامج التي تقدمها الحكومة قائلا: “البرنامج الأول يتضمن الانتقال إلى مركز للتأقلم “التكيف” لمدة ستة أشهر مع دفع مبلغ مالي يصل لـ25 ألف زلوتي في الشهر كبدل للسكن، وفي حال كانت العائلة مكونة من شخصين تحصل على 75 ألف زلوتي للسكن، وعائلتنا على هذا البرنامج انتقلت.

البرنامج الثاني: يقوم على دعوة بلدية معينة، ويتم تأجير المسكن إلى أجل غير مسمى ولكن الدولة هي المالك، وفي هذا النظام لا تدفع الحكومة بدل السكن والذي يصل لـ75 ألف زلوتي”.

“نقل ودعم العائدين”

في البداية عشنا في مركز التأقلم، حيث يتم استيعاب جميع المهاجرين الجدد مجانا لمدة ستة أشهر، في الوقت الذي تقوم به الحكومة بتأمين جميع الوثائق المطلوبة المتعلقة بالجنسية، وخلال فترة التواجد في المركز، يخضع العائدون لدورات تتعلق بتعليم اللغة في المستوى الأدنى، حيث يتم تعريفهم بتاريخ وتقاليد بولندا، كما ويساعد المركز في تهيئة الأطفال.
وأضاف فيكتور بأن المركز يقدم دعما كبيرا حتى أنني استطعت الوقوف على قدمي بفضل ما قدمه المركز، وصراحة لم أقابل أي أشخاص مستائين من معاملة المركز.

“مشاكل التكيف”

تحدث فيكتور عن بعض المشاكل التي تقف عائقا بوجه التكيف، كاللغة مثلا فإتقانها على مستوى متدن لا يسمح بالتواصل بشكل جيد بقدر ما نرغب، ولكن صراحة اللغة البولندية لشخص روسي تعتبر سهلة.

الآن أفهم الكثير من الأشياء التي يتم نقاشها بين العامة، لكن مازال من الصعب لي الحديث بها بالإضافة للتشابه بين اللغتين، الأمر الذي يتسبب بخلط في الكلمات.

“قريب أو غريب”

تحدث فيكتور عن المعاملة التي تلقاها لدى عودته إلى بولندا، قائلا: “بشكل عام تمت معاملتنا بشكل حسن، فهم يعلمون بأن أجدادنا بولنديون تم ترحيلهم في السابق، لكن في بعض الأحيان تشعر بالكراهية التاريخية للروس عندما يسمع البولنديون كلاماً روسيا، فعلى سبيل المثال التفاهم بيني وبين زوجتي يتم باللغة الروسية وفي الأماكن العامة، وفي هذه الحالة لم تعد المسألة تتعلق بالعائدين.

ولكننا تكيفنا مع البلد ونحن جميعا بولنديون وبالتالي جزء من هذا البلد وتاريخه.

سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى