بولندا سياسة

اليمين البولندي المتطرف.. خطر ماثل يهدد الداخل الأوروبي

{loadposition top3} 

 

 

دافع الرئيس  ترامب اثناء زيارته لبولندا بقوة عن الحضارة الغربية ومواجهتها النازية والشيوعية السوفييتية، وامتدح بولندا لما حققته من نجاح بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

ووفق مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عدّد ترامب الأشياء التي جعلت الغرب متماسكا، فضرب مثلا بالعقيدة الدينية المشتركة والموسيقى الكلاسيكية ولم يعط الديمقراطية أكثر من لمحة عابرة، وتحدث بعدها عن التهديدات التي يواجهها الغرب ملمحا للمخاطر التي تحيط به من الجنوب وما تشكله الأيديولوجيا العدوانية تهديدا للحضارة الغربية، متهما الحركات الإسلامية الراديكالية بأنها تعمل لتصدير الإرهاب والتطرف الى مختلف انحاء العالم.

في الأيام التي تلت ذلك الكلام اثبتت الاحداث، التي تتواتر بسرعة في وارسو، أن ما قاله ترامب لم يكن صوابا، ووفقا لـ«واشنطن بوست» فقد اثبتت الاحداث في بولندا ان اعظم واكبر مهدد للغرب يأتي من الداخل وليس هو الإسلام الراديكالي.

قد انتخب البولنديون حكومة جديدة بطريقة ديمقراطية ولكنها ليست ليبرالية، وهي التي قد بدأت بشن هجوم مكثف على دستور البلاد دافعة بقوانين جديدة صممت بطريقة تسمح بتسييس القضاء.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة صعد الى النظام؛ وأول ما بدأ به استهداف سلسلة من المؤسسات التي كانت في السابق مستقلة تماما، ومنها الإذاعة الوطنية ومكتب المدعي العام، والأخطر من كل ذلك المحكمة الدستورية، كما أخذ تسييس الخدمة المدنية واعفى العديد من قيادات الجيش المهنيين.

 

 

 

وتطرقت الـ«واشنطن بوست» لتمرير الحزب القومي البولندي -بعد أسبوع فقط من زيارة ترامب- الذي يتمتع بأغلبية بسيطة قانونا عبر البرلمان يسمح له بتسييس هيئة العدالة الوطنية، وهي الجهة الدستورية التي تختار القضاة، ومضى الحزب لأبعد من ذلك فوضع على منضدة البرلمان مشروع قانون جديد إذا ما تمت إجازته وصار قانونا سيطلق يد وزير العدل لخرق الدستور وإعفاء أعضاء المحكمة العليا.

وقالت الصحيفة: «الرئيس ترامب تساءل في كلمته للبولنديين؛ عما اذا كان لدى الغرب الإرادة الكافية، التي تمكنه من البقاء والدفاع عن قيمه؟».

لتستدرك القراءة التحليلية لـ«واشنطن بوست» بالرد قائلة: «الإجابة عن هذا التساؤل يستطيع تخيلها أي إنسان، فعندما يكون القضاء منحازا إلى جانب الحكومة سيتيح لها السكوت عن تزوير الانتخابات؛ لتفادي عمليات التحري في الفساد وقمع المعارضين».

لقد ادى وقوع جدار برلين وانتصار الديمقراطية في وسط أوروبا إلى لفت أنظار العالم -ما زال الحديث للصحيفة- واعتبر انتصارا عظيما للغرب، فظهور محور بولندي بعيدا عن الديمقراطية سيقوض ليس وحدة الغرب فقط، وإنما سيسمح لأيديولوجيات عدائية تأتي من الجنوب أو الشرق لتحل محله.

 

صحيفة اليوم

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى