بولندا سياسة

السياسة تهدد الخيول العربية الاصيلة في بولندا


تعدو خيول عربية اصيلة في الحقل التابع لميدان يانوف بودلاسكي الشهير، وهو مؤسسة عامة عريقة تواجه اليوم تهديدات بفعل المساومات … السياسية.
هذا المضمار الواقع في الشرق البولندي المحروم قرب الحدود مع بيلاروسيا يمثل اكبر موقع لتربية الخيول الاصيلة في اوروبا.
وهو يجذب افواجا من الشراة خلال المزادات السنوية التي يتوافد اليها اثرياء من دول الخليج العربية ومهتمون بالخيول بينهم شيرلي واتس زوجة عازف الدرامز في فرقة “رولينغ ستونز” تشارلي واتس.
هذه الحيوانات المحببة بفضل سرعتها وطاقة التحمل لديها وجمالها هي سليلة خيول اصيلة كان يربيها البدو في صحارى الشرق.
وقد وصلت الى بولندا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر كغنائم تم الحصول عليها اثر الحروب مع السلطنة العثمانية. من ثم ساهم حب البولنديين لهذه الحيوانات في جعلها رموزا للجمال والحرية.
وقد بيعت الفرس “بيبيتا” البيضاء والرمادية في مقابل 1,4 مليون يورو خلال مزاد “برايد اوف بولاند” (فخر بولندا) العام الفائت.

غير أن هذا السعر القياسي لم يكن كافيا للسماح للمربي ماريك تريلا بالاحتفاظ بالمنصب الذي يشغله منذ حوالى عقدين كمدير للموقع.
فقد عمد حزب “القانون والعدالة” المحافظ الى تجميد مهامه من دون سابق انذار في شباط/فبراير بعد اقل من اربعة اشهر على وصوله الى السلطة شأنه في ذلك شأن زميله يرزي بيالوبوك صاحب مزرعة ميشالو للخيول الواقعة في جنوب بولندا.
وقد تسلم الخبير الاقتصادي ماريك سكوموروفسكي ادارة مضمار يانوف بودلاسكي، على رغم اقراره بأنه لا يفقه الكثير في عالم الخيول.

استنكار – وقد فوجئ الجميع بحجم الاحتجاجات والانتقادات الموجهة من الخارج فضلا عن التظاهرات في الشوارع والعرائض المطالبة بعودة الرجلين — في وقت بدأ ماريك تريلا ويرزي بيالوبوك بتلقي عروض عمل من الشرق الاوسط.
وقال تريلا لوكالة فرانس برس “الدعم الذي تلقيته من كبار مربي الخيول في العالم يحرجني ويفوق توقعاتي’’.
وقد عللت وكالة ادارة الملكيات الزراعية، وهي هيئة عامة تعنى بإدارة ميادين الخيول، بداية تسريحه بالنفوق المفاجئ في تشرين الاول/اكتوبر للفرس “بيانيسيما” المقدرة قيمتها بثلاثة ملايين يورو جراء مضاعفات في الامعاء.
بعدها تقدم وزير الزراعة كريستوف يورغييل بشكوى على خلفية “شوائب مالية” خلال صفقات مربحة حصلت اخيرا.
غير أن وكالة ادارة الملكيات الزراعية قدمت رواية مختلفة عند حصول حادثة مماثلة خلال عهد الادارة الجديدة تمثلت بنفوق الفرس “بريريا” التي اودعتها شيرلي واتس موقع يانوف بودلاسكي.
وطلب رئيس الوكالة فالديمار هومييكي اجراء تحقيق لكنه قال إن هذا النوع من المشكلات المعوية “يبدو أنه يتكرر لدى الخيول’’.
ورد المؤتمر الاوروبي لمنظمات الخيول العربية علنا اذ ابدى رئيسه ياروسلاف لاتشينا “صدمته الشخصية ازاء الوضع والتدابير المتخذة في بولندا’’.
وجاء في الرسالة أن تربية الخيول تتطلب خبرة عملانية “وليس لي علم بوجود مثل هذه الخبرة لدى المسؤولين الجدد” عن هذا النشاط في بولندا.

 

– “التغيير الايجابي” – التعديل الذي طال ادارة هذين الموقعين المخصصين لتربية الخيول ليس سوى جزء من عملية دائرة حاليا: فبعيد وصوله الى الحكم بنتيجة الانتخابات التشريعية في تشرين الاول/اكتوبر، سارع حزب “القانون والعدالة” الى تعيين مؤيديه على رأس الهيئات العامة تحت عنوان “التغيير الايجابي’’.
وقد طالت هذه التغييرات الكبرى شركة “كاي جي اتش ام” الرائدة في مجال الصناعات النحاسية وشركة “بي زي يو” المعروفة في مجال التأمين ومجموعة “بي جي اي” الرائدة في مجال الطاقة في بولندا وشركة “بي جي ان اي جي” للغاز والنفط.
ويمثل القطاع العام حوالى 20 % من اجمالي الناتج المحلي في بولندا، البلد الذي يضم 38 مليون نسمة. وقد سجلت البلاد نسب نمو مطردة بعد انهيار النظام الشيوعي سنة 1989.
ويلفت حزب “القانون والعدالة” الى ان سياسته مدفوعة خصوصا بالسعي الى عدالة اجتماعية اكبر وتعزيز لموقع الدولة في مواجهة عالم الاعمال.
غير أن جهات عدة تنتقد سياسة الحزب معتبرة انها قائمة على الانتفاع. وقد اثارت هذه السياسة سلسلة جدليات اصابت خصوصا المحكمة الدستورية ووسائل الاعلام الحكومية.

روسيا الان 

زر الذهاب إلى الأعلى