مقالات الرأي

بولندا قطعة من الجنة على الأرض

 

بولندا مزيج من الحضارة العريقة و الثقافة والمناظر الطبيعية، ومنذ دخولها الاتحاد الأوروبي أصبحت تحتضن أكثر من 15 مليون سائحاً سنويا”،ممن يتوجهون إلى مدنها الشهيرة كالعاصمة وارسو وفروتسواف وكراكوف وبوزنان ولوبان وتورون وغدانسك و وودج. وتعرف في بولندا بحيرات “مازوري” وبحر البلطيك وجبال تاترا  والجبال الجنوبية الرائعة، وفيها تجتمع الغابات والسهول والجبال والبحر كقطعة مأخوذة من الجنة.

ويعرف الشعب البولندي بوده ومرحه ما يجعل الاختلاط به أسهل من غيره من الشعوب الأوروبية، إلا أن مشكلة اللغة قد تقف عائقاً لهذا التواصل حيث أن استخدام اللغة الإنكليزية ينتشر بين الفئة الشابة غالباً إلا فيما ندر. 

وتعود أصول اللغة البولندية إلى اللغة السلوفاكية وهي شبيهة إلى حد ما باللغة الروسية ، و يعتبر إتقان اللغة البولندية من أولويات كل من يرغب بالاستقرار فيها، ويحظى الأجانب المبتدئون في تعلم اللغة باهتمام وتشجيع كبيرين من قبل الناس. 

ويعتنق أكثر من 90% من السكان المسيحية الكاثوليكية مع وجود بعض الأقليات الدينية، والأكثرية هم من الملتزمين دينياً حيث تذهب العائلات إلى الكنائس صباح كل أحد ، كما يعتبر عيد الميلاد بالنسبة للبولنديين الحدث الأهم في السنة ، فيزينون بيوتهم بشجرة الميلاد ويتبادلون الهدايا كما يحضرون أشهى الأطباق (بيغوس ، بيروغي ،شليدجي) 

ولبولندا عملتها المستقلة وهي الزووتي وتعني الذهب باللغة البولندية، وتحتل بولندا المرتبة السادسة اقتصاديا على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث اتبعت  منذ عام 1990 سياسة عدم التبعية الاقتصادية ، وتفردت بكونها الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تجنبت في سياستها المالية حدوث أي ركود اقتصادي في فترة التباطؤ بين عامي 2008-2009  

 وتعتبر المشروبات الكحولية البولندية الأجود والأرخص حول العالم، وهي عادة أقل سعراً مقارنة بالمشروبات الاخرى ، ويعتبر المشروب جزءاً من الطقوس الاجتماعية الاحتفالية بين البولنديين ، وأحياناً يشكل هذا الأمر حاجزاً يعوق اندماج المسلمين بالمجتمع البولندي.      

  

 وإذا دققنا في التشكيلة السكانية نلاحظ أن عدد النساء يفوق عدد الرجال بشكل ملحوظ، وهنا نرى بصمة الحرب العالمية الثانية واضحة والتي أودت بحياة  6.80.000 بولندي أغلبهم من الذكور، ما جعل المرأة تقوم بجميع الأعمال، فنرى منهن من يعمل بالنجارة والحدادة واللحامة وبالأعمال التي تحتاج إلى المجهود العضلي الأمر الذي يعتبر غير مألوف بالنسبة للمجتمعات العربية.

وتعتبر بولندا من الدول التي تحظى بإقبال كبير من الطلاب الأجانب، نظراَ للمستوى التعليمي العالي في جامعاتها ولزيادة عدد البرامج المقدمة بالإنجليزية مؤخراً ولأنها تتبع نظام الوحدات الأوروبية ،إضافة إلى أنها من أكثر دول  العالم أماناً . ومن أشهر جامعاتها جامعة وارسو ، جامعة كراكوف ، جامعة وودج ، جامعة بيدغوشتش وجامعة بوزنان. 

أما عن موسم السياحة فهو في فصلي الربيع والصيف غالباً ،فهما من أجمل فصول السنة في بولندا ، ويمكن للسائح الاستمتاع بمئات المهرجانات الصيفية  وكذلك دور السينما والمسارح في الهواء الطلق .فضلاً عن الحفلات الموسيقية المجانية التي تقام في كل ركن من أركان البلاد، إضافة إلى السباحة في البحيرات المنتشرة فيها بكثرة. 

ولكل مدينة في بولندا شعار يميزها له قصة وحكاية يتناقلها الأبناء عن الأجداد ويوضع على كل صرح من صروحها ،الأمر الذي يجعل للتجوال بين المدن نكهة خاصة ممزوجة بالفضول، فإذا كنت من محبي السفر والاستمتاع ينتظرك الكثير في بولندا!

         

  

 

زر الذهاب إلى الأعلى