بولندا سياسة

رئيس وزراء بولندا يهدد الاتحاد الأوروبي بـ”الحرب”…كيف ستتفاعل دول الاتحاد الأوروبي مع ذلك؟!

قارن رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي نية الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على بولندا لانتهاكها سيادة القانون ببدء “الحرب العالمية الثالثة” وأعلن أنه سيستخدم “كل الأسلحة الموجودة تحت تصرفنا” للدفاع عن موقف حزب القانون والعدالة.

وكان قد اتهم ماتيوش مورافيتسكي المفوضية الأوروبية ، في مقابلة مع الفاينانشيال تايمز ،بأنها “توجه أسلحته صوب رؤوس البولنديين”. وتابع رئيس الحكومة “ماذا سيحدث إذا بدأت المفوضية الأوروبية الحرب العالمية الثالثة؟ إذا بدأوها ، فسوف ندافع عن حقوقنا بكل سلاح في حوزتنا”.

وكانت المفوضية قد هددت بولندا بفرض عقوبات قانونية ومالية ضد وارسو بعد أن قضت المحكمة العليا في البلاد هذا الشهر بأن عناصر أساسية في قانون الاتحاد الأوروبي تتعارض مع دستورها، في حكم مثّل تصعيدًا كبيرًا للمعركة القانونية حول التغييرات في نظام المحاكم في بولندا ، والتي يقول حزب القانون والعدالة الحاكم بزعامة مورافيتسكي بآنها ضرورية لتعزيز سلطة القضاء، بينما تقول بروكسل إنها تهدد استقلال القضاء والروابط القانونية الأساسية التي تجمع الاتحاد الأوروبي.

وعلق ياروسواف غوفين (نائب رئيس الوزراء السابق) على كلمات مورافيتسكي حول “الحرب العالمية الثالثة” بأن رئيس الوزراء “لا يصدق ما يقول”.

واضاف أن “كلمات رئيس الحكومة تعني أنه من الصعب على أي شخص أن يتعامل مع رئيس الوزراء والحكومة البولندية بجدية في الوقت الحالي”. و أوضح ” أنا أتحدث عن شركائنا من المفوضية الأوروبية ، أو من جميع أنحاء أوروبا”.

وفقًا لغوفين ، “كان لدى رئيس الوزراء مورافيتكي القدرة على إعادة بناء العلاقات مع المفوضية الأوروبية ، أو على نطاق أوسع – مع مجتمع الدول الأوروبية”.

وتابع ” لقد بذل مورافيتسكي جهودا مكثفة لهذا الغرض في بداية ولايته الأولى. كما جادل بأنه “في كل مرة اصطدمت جهود ماتيوش مورافيتسكي بقرارات ياروسواف كاتشينسكي”.

آموال الاتحاد الأوروبي !

وتسبب النزاع بين وارسو وبروكسل في تأخير موافقة المفوضية الأوروبية على حزمة التعافي الاقتصادي لبولندا من تداعيات وباء كوفيد-19 بقيمة 36 مليار يورو، علاوة على دعوات بعض الدول الأعضاء ومسئولين من المفوضية إلى تفعيل آلية جديدة يمكن أن تهدد عشرات المليارات من اليورو التي تُمنح من جانب الاتحاد الأوروبي سنوياً إلى وارسو.

وفي وقت سابق, أشار وزير خارجية لوكسمبورغ, جان أسلبورن, إلى أن التطورات في بولندا مقلقة بشكل كبير, وذلك عقب إصدار أعلى محكمة بولندية حكماً يقضي بأن بعض البنود في معاهدات الاتحاد الأوروبي تتعارض مع الدستور الوطني البولندي, محذّراً وارسو من اللعب بالنار.

كما اتهم وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية, كليمنت بون, بولندا بمهاجمتها الاتحاد الأوروبي وذلك بعد إعلانها أن دستورها الوطني له الأولوية على المعايير الأوروبية.

وقال بون : إن فرنسا ترى أن بولندا لا تحترم القيم والقواعد الأساسية للاتحاد الأوروبي, مشيراً إلى وجود خطر خروج بولندا من الاتحاد الأوروبي تحت الأمر الواقع.

كما نبّه الوزير الفرنسي بولندا بأنها تخاطر بفقدان المساعدة المالية التي ستمنح لها ضمن خطة التعافي الاقتصادي جراء أزمة جائحة كورونا.

ما الذي يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي في هذه الحالة؟

وفقاً لمحللين سياسيين فإن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ماتيوش مورافيتسكي قد تقود الاتحاد على المدى القصير إلى تقديم تنازلات وسيقوم ايضاً بفعل كل ما يلزم للتوصل إلى حل وسط مرضٍ للجميع ، كما هو الحال دائمًا، لتجنب أسوأ السيناريوهات من خلال اتخاذ التدابير المناسبة. ولكن على المدى الطويل ، من المحتمل أن تسرع من عملية إنشاء نادٍ أوروبي جديد ، تُستبعد منه بولندا ، والذي ستنضم إليه بالتأكيد أغنى الدول الأوروبية للمضي قدماً بشكل أسرع وعدم انتظار المتقاعسين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم