بولندا سياسة

الحرب الباردة بين بولندا وإسرائيل …إجراءات غير مسبوقة ضد السفارة الإسرائيلية في وارسو

في الآونة الأخيرة ، كانت هناك بعض المؤشرات المتواضعة على حدوث تغيير في التوتر بين إسرائيل وبولندا ، نتيجة الأزمة التي نشبت بينهما بسبب قانون البرلمان البولندي الخاص بالمطالبات العقارية للناجين من المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية ،و تشير العودة الأخيرة للقائم بالأعمال إلى سفارة إسرائيل في وارسو إلى إمكانية التحرك في اتجاه أكثر إيجابية.

إلا أن بولندا يبدو أنها لن تنهي هذا التوتر بسهولة فقد تداولت وسائل الاعلام قراراً اصدرته وزارة الخارجية البولندية بتقييد الاتصال والتعاون مع السفارة الإسرائيلية في وارسو، فيما وجهت انتقادات إسرائيلية حادة إلى وزير الخارجية يائير لابيد بشأن خطئه الفادح في إدارة العلاقة.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن “بولندا أعربت عن غضبها من عودة السفير الإسرائيلي إليها لأنها تمت دون الإعلان الإسرائيلي عنها رسمياً”، كما أنها رد فعل على طرد اسرائيل للسفير البولندي في تل أبيب ، ماريك ماغيروفسكي ، والتصريحات المسيئة بشأن بولندا من قبل بعض السياسيين في اسرائيل .

وأضافت أن “وارسو غاضبة من التصريحات الإسرائيلية المسيئة ضدها، ومن أجل إظهار احتجاجهم أصدر البولنديون توجيها يمنع السفير الإسرائيلي من عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في وارسو، إضافة لذلك، وجهت وزارة الخارجية البولندية تعليمات لجميع الوزارات الحكومية بإبلاغها بأي اتصالات تود إجراءها مسبقا مع السفارة الإسرائيلية، وصولا إلى الامتناع عن مثل هذه اللقاءات دون توصية صريحة منها”.

وبحسب ”يديعوت أحرونوت“ لم تقتصر الخطوات التي اتخذتها بولندا على تقييد أنشطة القائم بأعمال السفارة الاسرائيلية ،تال بن آري، إذ خاطبت الخارجية في وارسو الأكاديمية الوطنية للعلوم، والمؤسسات الأكاديمية الأخرى هناك، بإبلاغها عن أي اتصال أو علاقة مع السفارة الإسرائيلية أو الباحثين الإسرائيليين.

وطلبت وزارة الخارجية البولندية من هذه المؤسسات تسليمها قائمة بأرقام هواتف هؤلاء الباحثين، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة، نقلا عن وسائل إعلام بولندية،بأنه ”استثنائيا وغير مسبوق“.

وأوضحت أن نائب وزير الخارجية البولندي بافا يابونسكي، كان قد صرح أن الخطوات التي اتخذتها وارسو ”لا ينبغي أن تثير دهشة أي طرف، لأن جميع الوزارات بالحكومة تقوم بشكل دوري بالتشاور مع وزارة الخارجية بشأن أي أنشطة على علاقة بالسلك الدبلوماسي“.

واضاف ” أن قرار وزارة الخارجية نتج عن حقيقة أن إسرائيل لم تُخطر وزارة الخارجية رسميًا بأن السيدة تل بن آري ، التي كانت في إسرائيل لإجراء مشاورات لبعض الوقت ، ستعود لتتولى منصب القائم بالأعمال الإسرائيلي في بولندا”.

وقالت السفيرة البولندية السابقة لدى تل أبيب ، أغنيسكا ماجديتش جاكوسكا، أن “رد وزارة الخارجية البولندية يعطي انطباعا وكأننا نعيش في ظل حرب باردة مع إسرائيل، وبالتالي فقد تم محو إنجازات الثلاثين سنة الماضية في العلاقات البولندية الإسرائيلية، مع العلم أن بولندا هي أكبر داعم لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، وعقدت مؤتمرا دوليا لديها ضد إيران، وطالما أنه من المعروف أن البولنديين لا ينسون، فهناك احتمال أن نرى المزيد من الخطوات التصعيدية في اتجاه إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى