بولندا مجتمع

برنامج “نقطة حوار” لقناة BBC ARABIC يبحث من وارسو عوائق الإندماج و تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على بولندا

قام فريق عمل برنامج نقطة حوار لقناة بي بي سي نيوز عربي بتسجيل حلقتين من العاصمة وارسو أحدها عن العراقيل التي تواجه الجالية العربية في بولندا وربما قد تحول دون اندماج البعض في المجتمع البولندي، و الأخرى ناقشت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على بولندا من مختلف الجوانب.

وفي حوار خاص لموقع بولندا بالعربي حول سبب اختيار فريق “نقطة حوار” بولندا تحديداً لتسليط الضوء عليها أوضح، محمود القصاص ، رئيس تحرير برنامج “نقطة حوار أن” الحرب في أوكرانيا أبرزت الدور الهام الذي تلعبه بولندا في هذه الأزمة ،حيث استقبلت بولندا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من أوكرانيا، الأمر الذي كان له تأثير كبير على المقيمين في بولندا، وعلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية بها بشكل عام. هذا علاوة على أن بولندا هي خط الإمداد الرئيسي للمساعدات العسكرية التي يقدمها حلف الناتو لأوكرانيا، مما أثار الكثير من الجدل حول دور بولندا في هذه الحرب، وامكانية تعرضها لرد فعل انتقامي من جانب روسيا.

ومن ثم، ولكل هذه الاسباب، رأينا أن ننقل إلى مشاهدينا ومستمعينا وجهات النظر المختلفة حول تأثير الحرب الأوكرانية على الحياة في بولندا، علاوة على إلقاء الضوء على وضع الجالية العربية في بولندا، ومدى قدرتها على الاندماج في المجتمع البولندي، خاصة وأننا لم نناقش أوضاع هذه الجالية من قبل في برنامجنا.

– إذا تحدثنا بشيء من التفصيل عن موضوع اندماج الجالية العربية في بولندا، يمكن ملاحظة عدة تقارير تتداولها وسائل الإعلام عن العنصرية في بولندا. هل لاحظتم شكوى من العنصرية من خلال تواصلكم مع شخصيات من الجالية العربية؟

لقد ” استمعنا لتجارب متباينة وآراء مختلفة حول العنصرية التي ربما يواجهها بعض المهاجرين واللاجئين العرب في بولندا. استمعنا لشخصيات عربية تعيش في بولندا منذ اكثر من ثلاثين أو أربعين عاما، وتعرف المجتمع البولندي عن قرب لسنوات طويلة، وتؤكد من خلال خبرتها أن الشعب البولندي شعب كريم ومضياف ويعامل باحترام من يحترمه ويقدره، وأن المشاكل قد تحدث للمهاجرين بسبب عوائق معينة، مثل حاجز اللغة وعدم فهم الثقافة البولندية. لاحظت أن الجهل بالثقافة والعادات والتقاليد من جانب الطرفين، الطرف البولندي والطرف المهاجر، هو سبب أساسي لكثير من المشكلات. لاشك أن تعلم اللغة البولندية والعمل والمشاركة في الحياة الاجتماعية والأنشطة السياسية تساعد كثيرا على الاندماج. وعلى النقيض الانغلاق على الذات والانعزال عن الأنشطة الاجتماعية تحد من قدرة المهاجر على الاندماج.

– ما أكثر ما لفت نظرك في الشخصيات التي التقيت بها في بولندا؟

سعدت كثيراً بلقاء شخصيات مميزة وناجحة في مجالها، ومن بينها الدكتور جورج يعقوب، أستاذ الدراسات العربية بجامعة وارسو، والذي قام بنقل مجموعة من أعمال نجيب محفوظ إلى اللغة البولندية، وهو موضوع استوقفني كثيرا لأنني من عشاق نجيب محفوظ. التقيت أيضا بالسفير شيشتوف بلومينسكي، السفير السابق لبولندا في العراق والسعودية، والذي يتحدث العربية بطلاقة، وقد روى لي جانبا من خبراته اثناء خدمته في العراق.

كما سعدت أيضا بالحوار مع مجموعة من الطلبة والطالبات العرب في بولندا، وكلهم يتمتعون بالذكاء والطموح ، ولعل أبرز ما لفت نظري هو أن هناك مجموعة ممن التقيت بهم أمضوا اكثر من أربعين او خمسن عاما في بولندا، وفضلوا البقاء بها وعدم مغادرتها إلى مكان لآخر في أوروبا، حتى بعد أن أنضمت بولندا للاتحاد الأوروبي. ولعل هذا أكبر دليل على قدرة المهاجر العربي على النجاح والاندماج في المجتمع البولندي.

وأشار القصاص لموقع بولندا بالعربي أن زيارة بولندا لن تقتصرعلى حلقتين فقط وسيتم العمل على مناقشة العديد من القضايا التي تهم الجالية العربية وتسليط الضوء عليها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى