{loadposition top3}

أفردت الصحافة البولندية العديد من صفحاتها للحديث عن توتر العلاقات بين قطر من جهة ودول عربية أخرى من بينها السعودية ، البحرين ، الأمارات العربية ، اضافة الى مصر ، على اثر إتهامات لقطر بتمويل جماعات إرهابية وجماعة الإخوان المسلمين ، اضافة الى اتهامها بالتقارب مع إيران واسرائيل على حساب أمن وسلامية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية .

بداية الخلاف كانت بعد تصريحات منسوبة لأمير قطر يرفض فيها مخرجات القمة الإسلامية الأمريكية التي ادانات السياسة الإيرانية ، واتخاذ قرار بالوقف بوجه ايران ، وعلى الرغم من قيام قطر بنفي التصريحات التي تم نشرها على موقع وكالة الأنباء القطرية ، والقول بأن وكالة الأنباء تعرضت لإختراق الكتروني، قامت عدة دول في مجلس التعاون الخليجي بسحب سفرائها من قطر ، واغلاق حدودها البرية والبحرية والجوية مع قطر ، والواضح أن الوضع ذاهب الى مزيد من التصعيد . 

صحيفة wyborcza نشرة مقابلة مع الدكتورة كاتاجينا سونوفسكا وهي  متخصصة في العلوم الإنسانية الدراسات الدينية الاسلامية .

وأجابت د. سونوفسكا عن سؤال حول توقيت الهجوم الإرهابي الذي ضرب ايران ، وإمكانية تورط السعودية في الهجوم على ايران  بالقول أن تنظيم الدولة “ داعش “ كان يبحث عن مناطق جديدة لتنفيذ هجمات ارهابية ، خصوصاً بعد خسارة مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق ، وتضيق الخناق على مناصري التنطيم في أوربا ، كما أضافت أنه من الواضح أن الهجمات التي تم تنفيذها في ايران تم التحضير لها بشكل جيد ، ولا يمكن أن يكون تم التحضير لها خلال أيام قليلة ، ما يعني أنه تم التحضير لها قبل الأزمة الدبلوماسية مع قطر .

وعن إمكانية تورط “هكرز” روس في نشر التصريحات التي سببت الأمة قالت د. سونوفسكا أن “ الهكرز “ الروس يمكنهم أن يقوموا بالكثير من الأشياء ، لكن من المستبعد أن يكون ما حصل هو نتيجة لأفعالهم ، واضافة الى ذلك فإنه يستحيل على الهكرز توقع ردة فعل التي حصلت بعد نشر التصريحات ، لأنه اما سيكونون محظوظين جداً ، أو اذكياء بشكل خارق .

وحول زيارة الرئيس الأمريكي الى السعودية ، ودوره في تأزيم العلاقات مع قطر ، قالت د. سونوفسكا أن زيارة ترامب ساهمت في تصعيد الأمة مع قطر ، خصوصاً بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب ، واعطاء الضوء الأخضر لهذا التصعيد .

وحول الاتهامات التي وجهت الى قطر خلال السنوات الماضية بدعم الإرهاب قالت د. سونوفسكا أن هذه الاتهامات كانت سبباً للإحتكاك في أكثر من مناسبة ، خصوصاً في عام 2104 عندما قامت كل من السعودية ، البحرين ، الامارات العربية بسحب سفرائها من قطر بعد اتهامها بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر .

وحول سؤال حول تغير التحالفات في المنطقة وإمكانية اندلاع حرب ، قالت د. سونوفسكا أنها لا تعتقد بأن الاطراف المتصارعة متهورة جداً للوصول الى حرب ، واضافت أنه لا يمكن العويل على الاحداث الجارية في تغير التحالفات ، وحتى لو تحالفت قطر مع ايران ، فرن هذا التحالف اضعف من ان يسد حاجه قطر الى التحالف مع السعودية ، الامارات العربية ، البحرين ، ومصر ، اضافة الى أن قطر أقرب الى تلك الدول – سياسياً ، اقتصادياً ، ثقافياً – من ايران .

 {loadposition top3}

 ايضاً تركيا عرضت بالفعل ارسال قواتها العسكرية قطر ، ولكن هنا من الصعب أن نتحدث عن أي تحالف دائم، على الرغم من أن البلدين لديهما علاقات جيدة. الرئيس التركي أردوغان  يتصرف بقسوة، وبناءً على حسابات المصلحة الذاتية، بغض النظر عن اي شيئ آخر، بما في ذلك مواطنيه الاتراك. وهو يسعى الى تحقيق فوائد على المدى القصير.

وحول سؤال عن كون الصراع القائم هو صراع ديني بين إيران والسعودية اجابت د. سونوفسكا بأن الدين هو عنصر واحد من عناصر هذا الصراع ، لكن يوجد أيضاً  العرق، الحدود الوطنية و المصالح ، ولكن في الواقع ايضاً استخدام الخطاب الديني في هذه المنطقة يعمل بشكل جيد ، خصوصاً ان سكان تلك المنطقة يعتبرون نفسهم في المقال الأول مسلمين ، ثم تأتي الاعتبارات الأخرى كـ العرق والدولة .