مقالات الرأي

الأسطورة محمد صلاح … العربي ،المسلم ،الحقيقي هو بطل العرب المنشود !

 

بدأ كأس العالم وبدات الإثارة الممتعة التي يعيشها المليارات من عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم من خلال انتظارهم موعد المباريات وترقبهم لطريقة أداء اللاعبين من جميع المنتخبات المشاركة في المونديال الذي شهد هذا العام ترّشح أربع منتخبات عربية لكأس العالم 2018 ومن بين اللاعبين العرب يوجد شخص واحد فقط يتردد إسمه على شفاه الجميع خلال الأشهر السابقة وهو طبعاً “محمد صلاح.” وهو ليس فقط لاعباً عظيماً ولكنه للكثير من الأوروبيين (والبولنديين بينهم) أول شخص عربي يلاقي حب واعجاب واحترام كبيرين.

بكل صراحة، انا شخصياً لا أهتم بكرة القدم كثيراً ولكنني أتابع ما يحدث على الملاعب بشكل عام وأعرف أسماء أفضل اللاعبين وفي الفترة الأخيرة لفت انتباهي اسم لاعب جديد وهو محمد صلاح. الامر الشيق للغاية أنه كان يلعب لنادي ليفربول وكان الشخص المفضل لمشجعي هذا النادي.
لفت انتباهي وجود اسمه بين الحين والآخرى على صفحات زملائي الشخصية في الفيسبوك من بين أسماء اللاعبين الاكثر شهرة في كرة القدم رونالدو أو ميسي والتعليقات عنه كانت دائماً إيجابية وحتى هؤلاء الأشخاص الذين أعرفهم جيدا واعرف مدى عدم محبتهم للعرب كانوا يكتبون عنه (عبارات لطيفة) أًعجاباً بمهاراته.

لنواجه الأمر – رأي معظم البولنديين حول العرب ليس الرأي الأفضل في الوقت الراهن وبالنسبة لعدد كبير من المواطنين البولنديين فالعربي ينعت بـ الارهابي ،متطرف ديني أو في أفضل الأحوال، لاجئ وفجأة جاء الأسطورة “محمد صلاح” ليغير هذه الصورة على الإطلاق وهو قام بتحقيق انجاز لم يستطع اعتى السياسيين والصحفيين وغيرهم على تحقيقه .
برهن صلاح أن العربي المسلم ممكن أن يكون لاعباً ممتازاً وفي نفس الوقت شخصاً لطيفاً ومتواضعاً ومجتهداً وهو برأيي المتواضع يعتبر بطلاَ العرب بأمس الحاجة اليه لتحسين صورتهم في الغرب .

ويكفي أن أقرأ عناوين المقالات في الجرائد والبوابات الرياضية لأرى أنه شخص محبوب ومحترم ومن الصعب أن أجد أي كلام سلبي يقال بحقه حيث أنَ كاتبي المقالات الصحفية يتناولون مهاراته وشخصيته بكل اعجاب ومن العبارات المستخدمة لوصف محمد صلاح التي قرأتها ولفتت انتباهي : فرعون كرة القدم، جوهرة النيل، فرعون بقلب رقيق والخ…
ويشدد الصحفيون على واقع انه ليس فقط من أفضل اللاعبين في كرة القدم ولكنه مسلم ايضاً وهذه الديانه تدفعه دائماً الى مساعدة الآخرين وخاصة الفقراء.
وتنشر الصحافة البولندية أن صلاح يتبرع بالأموال لأهداف خيرية في مصر ولا ينسى أبداً من أين هو أصلاً. ويحب البولنديون مثل هذا الموقف لأن البولنديون يفخرون بحب للوطن وتذكر الجذور مهم جداً لديهم .

من الممكن ان يخطر ببالكم سؤال أنه يوجد لدينا لاعبين آخرين أيضاً ويستحق ذكرهم وهم عرب ومسلمون … أو لأن البولنديين ليسوا متابعين جيدين لكرة القدم .. هذا الكلام صحيح ولكن أولاً: اللاعبون الآخرون العرب أو المسلمون لم يصلوا حتى الآن الى الشعبية والشهرة التي وصل لها صلاح لتصل الى مشجعي كرة القدم في دولتنا كالأسطورة صلاح وثانياً – من الممكن أنّ كرة القدم ليست مهمة لعدد كبير من البولنديين ولكن الملايين يتابعوها وللبعض تعتبر هذه الرياضة من اهم الهوايات في حياتهم .

وفي النهاية أتمنى للجميع النجاح في هذه اللعبة الجميلة وخاصة لمنتخب بلدي (لبولندا إن شاء الله) على الرغم من البداية الصعبة ولمحمد صلاح تحقيق المزيد من النجاحات والشهرة للعمل على تعريف الغرب والمجتمع البولندي بصورة العربي المسلم الحقيقي وبرأيي “جوهرة النيل “هو بطل العرب المنشود .

الكاتب : zuzanna oniszczuk-gaik

المتخرجة من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية وقسم العلاقات الدولية في جامعة وارسو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم