بولندا سياسة

الرئيس البولندي يبرز قضايا الأمن الطاقي في قمة “ثلاثية البحر” المرتقبة في وارسو

أعلن الرئيس البولندي، أندريه دودا، أن القمة القادمة لمبادرة "ثلاثية البحر"، التي ستُعقد في وارسو، ستتركز بشكل أساسي على قضايا الأمن، بما في ذلك الأمن الطاقي. وفي حديثه مع قناة TV Republika، أكد الرئيس دودا أن تطوير البنية التحتية ضمن المبادرة له أهمية استراتيجية خاصة في ضوء العدوان الروسي على أوكرانيا.

الرئيس البولندي، الذي سيكون مضيفًا للقمة، أشار إلى أن واحدة من القضايا الرئيسية في الاجتماع ستكون إمكانية تعزيز حركة القوات على طول الجبهة الشرقية لحلف الناتو، من فنلندا إلى اليونان. كما نوه بأن مبادرة “ثلاثية البحر” ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن الطاقي، مشيرًا إلى أن أولى المناقشات حول هذا الموضوع جرت قبل عشرة أعوام مع الرئيسة الكرواتية آنذاك، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، وكانت تتعلق بكيفية ربط محطتي الغاز بين كرواتيا وبولندا.

وأضاف الرئيس دودا أن القمة ستتناول أيضًا قضايا سياسة الطاقة، بما في ذلك الطاقة الكهربائية، مشيرًا إلى أن بولندا قد أنشأت “جسرًا طاقيًا” يربط دول بحر البلطيق بأوروبا عبر بولندا، مما ساعد هذه الدول على التحرر من التأثيرات الروسية في هذا المجال.

أما في ما يتعلق بالطاقة النووية، فقد أكد الرئيس أن وزير الطاقة الأمريكي كريستوفر رايت سيشارك في القمة، مع الإعلان عن لقاء بين الرئيس دودا ورايت في يوم الأحد المقبل.

وفي خطوة أخرى على صعيد الأمن الطاقي، استقبل الرئيس دودا في قصره الرئاسي الأسبوع الماضي قيادات شركة “بيكتل”، إحدى الشركات الرئيسية التي تقوم ببناء أول محطة للطاقة النووية في بولندا. وأشار الرئيس إلى أن التباطؤ في المشروع بدأ بعد استلام فريق دونالد توسك للحكومة، حيث تم إثارة القضايا المتعلقة بعدم وجود عناصر بولندية كافية في هذه الاستثمارات.

وأكد الرئيس البولندي أن هذه المسألة يجب مراقبتها عن كثب لأنها تتعلق بالأمن القومي للبلاد. وقال: “هذه ليست مجرد قضية طاقة، بل هي قضية مصالح استراتيجية أمريكية في بولندا، وهي خطوة حيوية لتعزيز الروابط البولندية الأطلسية وتعميق التعاون مع الولايات المتحدة في المنطقة الأوروبية”.

كما سلط الرئيس الضوء على ثلاثة عناصر رئيسية تؤثر على الأمن القومي، وهي وجود الجنود الأمريكيين في بولندا، وقاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في ريدزيكوف، والاستثمارات الأمريكية في قطاع الطاقة النووية، الذي يُعتبر أحد القطاعات الحساسة للغاية.

على صعيد آخر، انتقد الرئيس دودا التأخيرات المستمرة في المشاريع الكبرى، مثل مشروع “المطار المركزي للنقل” (CPK)، الذي توقفت أعمال بنائه بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن هناك تقليصًا كبيرًا للاستثمارات المرتبطة به. كما طرح تساؤلات حول كيفية تحقيق النمو الاقتصادي الديناميكي في ظل السياسة الحالية التي تركز على تقليص مساهمات الشركات في التأمين الصحي.

وفي تعليق على تصريحات دونالد توسك في عام 2011 بشأن سن التقاعد، أكد الرئيس دودا أن توسك لا يمكنه إنكار قدرته على نشر معلومات مغلوطة، حيث نفى في البداية رفع سن التقاعد، ثم قام بتنفيذه بعد عام من توليه السلطة.

وفي ختام حديثه، علق الرئيس البولندي على الاجتماع الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمناسبة مراسم جنازة البابا فرانسيس في الفاتيكان، قائلاً: “في هذه الظروف الصعبة، قد يكون هذا هو المكان الذي يلهم القادة بشكل خاص لإيجاد حل فعال يساعد على إنهاء هذه الحرب”. وأضاف: “أنا رئيس جمهورية بولندا، وأمن بلادي هو أولويتي الكبرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم