اليوم الأخير للرئاسة البولندية في مجلس الاتحاد الأوروبي – هذا ما قاله رئيس الوزراء توسك في التقييم النهائي
اختتمت بولندا اليوم الإثنين، رئاستها التي استمرت 6 أشهر لمجلس الاتحاد الأوروبي، والتي تبدأ الدنمارك بتوليها اعتبارًا من يوم الثلاثاء. في مؤتمر صحفي، قدم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك وعدد من المسؤولين ملخصًا لفترة الرئاسة البولندية، واصفين إياها بأنها نقطة تحول مهمة في ملف الأمن والدفاع الأوروبي.

إنجازات بارزة – الأمن في صدارة الأولويات
تولت بولندا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في 1 يناير 2025، خلفًا للمجر ، وقد كانت هذه ثاني مرة في تاريخ بولندا كعضو في الاتحاد تتولى فيها هذه المهمة، حيث كانت المرة الأولى في النصف الثاني من عام 2011.
الرئاسة البولندية اختارت شعارًا يعكس أولوياتها: “الأمن يا أوروبا!”، وركزت على قضايا الدفاع والأمن التي كانت سابقًا تُعد هامشية في السياسة الأوروبية.
ومن أهم ما تحقق – بحسب الحكومة – هو إقرار الاتحاد أداة SAFE، والتي توفر تمويلاً بقيمة 150 مليار يورو لدعم المشاريع الدفاعية داخل دول الاتحاد، ورفع كفاءة الصناعة العسكرية الأوروبية. وقد أشار دونالد توسك إلى أن هذا الإنجاز يمثل “نقطة تحول حقيقية”، قائلاً: “كان علينا كسر النظرة الساذجة في أوروبا بأن السلام دائم. هذه الرئاسة أبرزت الحاجة لبناء قدرات دفاعية حقيقية، واستطعنا تحقيق قرارات تاريخية بمليارات اليوروهات.”
الإنجاز في وقت قياسي
أشاد آدم شوابكا، المتحدث باسم الحكومة ووزير الشؤون الأوروبية، بسرعة إقرار التشريعات الخاصة بأداة SAFE قائلاً: “من القرار السياسي إلى الموافقة النهائية على البرنامج – 71 يومًا فقط. أمر نادر جدًا في عمل مؤسسات الاتحاد، حيث تستغرق مثل هذه الإجراءات عادة عدة دورات رئاسية.”
دعم أوروبا لموقف بولندا من روسيا
وزير الخارجية رادوسواف شيكورسكي أكد أن الرئاسة البولندية نجحت في إقناع دول الاتحاد بأن روسيا تمثل تهديدًا طويل الأمد. وأوضح أن الاتحاد تبنى حزمة من الأدوات لتعزيز أمنه، إضافة إلى تمرير الحزمتين 16 و17 من العقوبات على روسيا.
كما أشار إلى تبني برنامج EDIP – مبادرة لدعم وتطوير الصناعة الدفاعية الأوروبية، بشرط أن تكون 65% من مكونات المعدات العسكرية من دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية وأوكرانيا.
الجوانب الاقتصادية ومحاربة الهجرة غير الشرعية
تحدث توسك أيضًا عن الجانب الاقتصادي للرئاسة، بما في ذلك إصلاحات تنظيمية ضمن توجيه “أومنيوس”، والتشديد على مكافحة الهجرة غير الشرعية. وقال: “أوروبا اليوم بحاجة لأن تفكر في نفسها أيضًا من حيث القدرة على الدفاع، والسيطرة على أراضيها وحدودها.” ، وأشار إلى أن بولندا قدمت حلولًا لتقليص طلبات اللجوء، وهو ما بدأ تطبيقه على مستوى الاتحاد.
انتقادات من المعارضة
على الجانب الآخر، قللت المعارضة البولندية من أهمية هذه الرئاسة.
النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب القانون والعدالة آدم بيلان قال إن الرئاسة البولندية كانت “باهتة” ولم يشعر بها أحد في بولندا أو بروكسل. وانتقد الحكومة لعدم تنظيمها قمة أوروبية، مؤكدًا أنها كانت ستشكل فرصة استراتيجية لمناقشة التحديات مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
المرحلة القادمة
ابتداءً من 1 يوليو 2025، تتولى الدنمارك رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، على أن تنتقل بعد ذلك إلى قبرص في أوائل عام 2026.