بولندا تواجه ارتفاع معدل التضخم وزيادات هائلة في أسعار مصادر الطاقة
تأثر الأشخاص الذين يعيشون في بولندا بشكل متزايد بارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية في الوقت الذي تكافح البلاد لمواجهة أعلى معدل تضخم منذ سنوات، والذي بلغ حاليًا 8.6٪، مع زيادات هائلة في أسعار الطاقة.
ومعدل التضخم الذي كشف عنه البنك المركزي البولندي مؤخرا، هو الأعلى منذ عقدين والرابع على مستوى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يُنذر بتفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالفعل بالمجتمع البولندي.
وجراء ذلك، ارتفعت رسوم الطاقة بنسبة تزيد عن 20 في المائة وأسعار الغاز بأكثر من 50 في المائة، ما دفع المستهلكين للتنبؤ بمزيد من المشاكل الاجتماعية خلال الفترة المقبلة.
يدير كريستوف زداب، عيادة بيطرية وهو قلق من ارتفاع التكاليف الخاصة بفواتير الغاز التي ستصله قريبا. وفي حديث ليورونيوز، قال كريستوف زداب:
“إن أسعار الغاز هي أكثر بثلاث مرات مما كانت عليه العام الماضي، لا أدري ما هي تكاليف استخدام الكهرباء الآن، ولكنني ما زلت أعتقد أنها ستكون عالية أسعارها” مضيفا ” قررنا منح المزيد من المال لموظفينا ولكن لن تكون لدينا مداخيل إضافية مقابل ذلك ،و أن سعر كل شيء آخذ في الارتفاع ” حسب قوله.
وذكرت بلومبرغ في تقرير لها صادر يوم الخميس من الشهر الجاري، أن بولندا أعلنت عن أول رفع لأسعار الفائدة على مستوى العالم في العام الجديد، فيما أشارت إلى استعدادها لمزيد من الرفع في إطار سعيها للحد من التضخم وسط تقديرات بارتفاعه لأعلى مستوى .
وفي مقابل ذلك، ووفقا لبلومبرغ، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في نوفمبر إلى 7.8% ليسجل أعلى مستوى منذ ديسمبر 2000 نتيجة الارتفاع الحادّ في أسعار الطاقة، الذي يتوقع أن يستمر هذا العام.
إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف على المدى المتوسط
وأوضح البنك المركزي البولندي أنه حدد سياسات خلال الأشهر المقبلة ترمي إلى إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف على المدى المتوسط.
في الشهر الماضي، وصلت أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي في بورصة وارسو للسلع إلى أعلى مستوياتها، وهي الأعلى منذ عشرين عامًا.
تقول الحكومة البولندية أن الأسعار المتزايدة لتداعيات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هي السبب وراء ارتفاع أسعار الطاقة. لهذا السبب، قدمت الحكومة البولندية مساعدات مالية للمواطنين منذ بداية العام.
ويقول ألكسندر بزوزكا، الوزير البولندي المكلف شؤون المناخ: ” لدينا مصادر متنوعة لإمدادات الغاز إلى بولندا، ولكن في حالة ارتفاع أسعار بدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن للأمر تأثيرا كبيرا على أسعار الطاقة” حسب قوله.
ويقول وشييه جاكوبيك، الخير في شؤون الطاقة في حديث ليورونيوز: “زيادة الحاجة إلى الطاقة في بولندا ستؤثر بشكل كبير على المجتمع لأن لدينا بالفعل قدرًا كبيرًا من شح الطاقة” مضيفا ” لم نفعل ما يكفي للبقاء آمنين في أوقات تشتد فيها بوادر أزمة الطاقة، فعهد الازدهار قد ولى، ونحن بصدد ولوج فترة عصيبة، تتعلق بندرة مصادر الطاقة، وهذا شأن يمس بولندا بل وحتى دول الاتحاد الأوروبي بأكملها”.
مدى استطاعة البولنديين تحمل تبعات ارتفاع أسعار مصادر الطاقة
وتقول مرسلة يورونيوز في وارسو ماجدلينا شودنويك، إن فواتير الكهرباء والغاز تشهد ارتفاعا والتضخم عند أعلى مستوياته، لكن الأجور لم ترافق هذا الوضع الجديد حيث التضخم هو السائد في البلاد في الفترة الحالية” مضيفة “يمثل الوضع في بولندا وفي أوروبا بأكملها تحديًا كبيرًا على مختلف الأصعدة وبخاصة ما يرتبط منها بشؤون أمن الطاقة” و لفتت اجدلينا شودنويك إلى أنه ” في الوقت نفسه، لا تزال هناك خطط أوروبية طموحة للتحول الأخضر ، ولكن مدار الأمر يكمن في مدى استطاعة البولنديين تحمل تبعات ارتفاع أسعار مصادر الطاقة في الوقت الراهن”.
حزمة اقتصادية بقيمة 2.5 مليار دولار من التخفيضات الضريبية المؤقتة على قطاعي الطاقة والوقود
وأعلنت الحكومة البولندية مؤخرا عن حزمة اقتصادية بقيمة 2.5 مليار دولار من التخفيضات الضريبية المؤقتة على قطاعي الطاقة والوقود، وتخطط أيضًا لخفض ضريبة القيمة المضافة على الغذاء، وتضغط من أجل إصلاح نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي؛ حيث زادت أسعار تصاريح الكربون بأكثر من الضعف هذا العام.
خطط المفوضية الأوروبية لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار مصادر الطاقة
أعلنت بروكسل في 22 أيلول/سبتمبر أنها مستعدة للمصادقة على “إجراءات مؤقتة” تتخذها دول الاتحاد الأوروبي في مواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار.
كما تخطط المفوضية الأوروبية لفرض ضريبة كربون على الواردات من الخارج في إطار خطة أطلق عليها اسم “آلية تعديل حدود الكربون” التي تعد الأولى من نوعها في العالم، إذ ستؤثر على المنتجات المستوردة من الصناعات ذات الانبعاثات العالية بشكل خاص مثل الصلب والأسمنت والألمنيوم والأسمدة وإنتاج الطاقة.
يورونيوز