بولندا مُتهمة بانتهاك حقوق المهاجرين مع تصاعد الحملة الأمنية على حدود بيلاروسيا
أفاد تقرير جديد بعنوان "عوائق وحشية" صادر عن منظمة أوكسفام والمنظمة البولندية إيجالا (Egala),نُشر يوم الثلاثاء 18 اذار/مارس، بأن حرس الحدود البولندي يُجبر المهاجرين بشكل دوري على العودة إلى بيلاروسيا، حيث يتعرضون للضرب، ويجردون من ملابسهم، ويُتركون في الغابات دون طعام أو مأوى أو رعاية طبية، وفقًا لما نقلته صحيفة بوليتيكو .
ممارسات قاسية ضد المهاجرين
وصف التقرير معاملة وحشية يتعرض لها المهاجرون على الحدود البولندية البيلاروسية، بما في ذلك:
-إطلاق الرصاص المطاطي عليهم
-تعرضهم لهجمات الكلاب البوليسية
– إعطاؤهم مياه مخلوطة برذاذ الفلفل الحارق قبل طردهم
ونقل التقرير شهادات نشطاء حقوقيين، من بينها شهادة رجل سوري تُرك في البرد القارس دون ملابس أو أحذية، وقصة امرأة حامل كانت بحاجة إلى رعاية طبية، لكنها أُجبرت على العودة. كما ذكر التقرير أن بعض النساء الحوامل تعرضن للإجهاض بعد حرمانهن من المساعدة الطبية.
ردود فعل المنظمات الحقوقية
قالت ألكسندرا غولينسكا، رئيسة قسم المناصرة في منظمة إيجالا:”هناك عنف واسع النطاق ومنهجي على الحدود البولندية-البيلاروسية. لا نزال نجد أشخاصًا في الغابات تم طردهم قسرًا إلى بيلاروسيا من قبل السلطات البولندية.”
تمويل أوروبي لتعزيز الحدود
في ديسمبر الماضي، خصصت المفوضية الأوروبية 52 مليون يورو لتعزيز مراقبة الحدود والبنية التحتية على الحدود الشرقية لبولندا. وأكدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن بولندا ودولًا أخرى تواجه “تهديدات هجينة” من بيلاروسيا وروسيا.
دور بيلاروسيا في أزمة الهجرة
لعبت بيلاروسيا دورًا رئيسيًا في توجيه المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي بهدف خلق عدم استقرار، حيث قدمت وكالات سفر خاضعة لسيطرة الدولة تأشيرات وتنقلات للمهاجرين. كما يُزعم أن القوات الأمنية البيلاروسية ترافق المهاجرين إلى الحدود البولندية وتمنعهم من العودة.
سياسات الحكومة البولندية الجديدة
عندما تولى دونالد تاسك منصب رئيس وزراء بولندا عام 2023، توقعت منظمات حقوق الإنسان أن تعتمد حكومته سياسة أكثر ليونة تجاه المهاجرين. ولكن بدلاً من ذلك، شددت حكومته الرقابة على الحدود، وأعادت العمل بالمناطق المحظورة، ومررت قانونًا يسمح بالتعليق المؤقت لحقوق اللجوء.
يظل ملف الهجرة أحد القضايا الرئيسية قبل الانتخابات الرئاسية البولندية المقررة في مايو المقبل.
التوتر بين بولندا والمفوضية الأوروبية
حتى الآن، لم تتخذ بروكسل إجراءات مباشرة ضد حكومة تاسك بشأن حملتها الصارمة على المهاجرين، لكنها هددت باتخاذ إجراءات قانونية بسبب رفض بولندا قبول اللاجئين بموجب اتفاقية الهجرة الأوروبية، التي تلزم الدول الأعضاء إما بقبول عدد معين من طالبي اللجوء أو المساهمة في آلية تضامن مالي.
بولندا ترفض تنفيذ اتفاقية الهجرة
الأسبوع الماضي، حذرت المفوضية الأوروبية وارسو من إمكانية فرض عقوبات، لكن الحكومة البولندية لم تغير موقفها.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك في فبراير:
“لن تنفذ بولندا أي اتفاقية هجرة أو أي بنود تفرض علينا استقبال المهاجرين قسرًا. هذا موقف نهائي.”
وأشار إلى أن بولندا تعاني بالفعل من ضغوط هجرة كبيرة من بيلاروسيا، كما استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين.
تحذيرات منظمات حقوق الإنسان
تحذر المنظمات الحقوقية من أن الإجراءات البولندية – وصمت بروكسل تجاهها – تخلق سابقة خطيرة. كما دعت الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن تمويل سياسة طرد المهاجرين البولندية، مشيرةً إلى أن ذلك يعرض أرواح الناس للخطر.
