تحقيق يكشف.. روسيا تسرق ذهب بمليارات الدولارات من السودان
أجرت شبكة CNN، تحقيق استقصائي عن وجود أدلة تشير إلى أن روسيا سرقت ذهبًا تساوي قيمته مليارات الدولارات من السودان وقامت بتهريبه خارج البلاد بالتواطؤ مع المجلس العسكري السوداني.
وألقى التحقيق الضوء على المفارقة التي كشف عنها من خلال تهريب كل هذه الثروات، بينما يعاني الشعب السوداني من الفقر والأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
وذكرت شبكة CNN أن روسيا تسرق أطنانًا من الذهب بمليارات الدولارات من السودان لتمويل حربها في أوكرانيا في محاولة لمساعدتها على مواجهة العقوبات الغربية وتمويل حربها ضد أوكرانيا ، و نقلاً عن وثائق ومسئولين أمريكيين وسودانيين أن المجلس العسكري السوداني يساعدها في ذلك مقابل الدعم العسكري.
وأوضح تحقيق CNN أن السودان استمر لآلاف السنين في إنتاج أكثر الذهب رواجًا في العالم. وأشار إلى أن 85% من الذهب يتم إنتاجه في السودان عن طريق الحرفيين، حيث يقوم عمال المناجم بأخذ ما في وسعهم من الذهب من الصخور، ويتم بيع ما يتبقى منها لجهات تقوم بمعالجتها بشكل صحيح بواسطة تقنية فائقة يتم من خلالها الحصول على 10 أضعاف ما حصل عليه عمال المناجم من الذهب.
وقال إن مصنع المعالجة الأجنبي الوحيد الذي يعمل في السودان هو “ميروي غولد” التابع لـ”فاغنر” الروسية، رغم أن القانون السوداني يقصر الملكية على السكان المحليين، كما أن هناك عقوبات أمريكية تم فرضها على شركة “ميروي غولد” بسبب استغلالها للموارد الطبيعية في السودان.
تستر خلف واجهة
وتقول الحكومة السودانية، إن الشركة أوقفت عملياتها رسميًا في السودان، لكن التحقيق كشف أنها ما زالت تعمل هناك وتتهرب من العقوبات، وتتستر خلف مزاعم بأن المصنع مملوك لشركة سودانية تُدعى “الصولج” التي تعد واجهة للشركة الروسية “ميروي غولد”.
وتعمل “ميروي غولد” على استغلال الذهب الموجود بالسودان وتقوم بتصديره، حيث تستخرج الذهب من المخلفات وتشتري الذهب من عمال المناجم السودانيين الحرفيين، ويتم ذلك بشكل غير قانوني، حيث لا يتم إخطار البنك المركزي ووزارة التعدين بالكمية التي تنتجها الشركة من الذهب.
سرقة بالمليارات
وتظهر بيانات بنك السودان المركزي أن الإنتاج الرسمي من الذهب في عام 2021 كان 49.7 طن، منها 32.7 طن غير موثقة من قبل البنك المركزي.
فيما كشف التحقيق الاستقصائي أن الإنتاج الحقيقي للذهب قد يكون أكثر من 220 طنًا، أو ما يعادل 13.4 مليار دولار من الذهب سنويًا يتم سرقته من السودان.
لكن مسؤولين سابقين وحاليين يقولون إن كمية الذهب المفقود أكبر من ذلك، بينما تقلل الحكومة السودانية من شأن الذهب المنتج في المناجم الحرفية غير الرسمية، حتى تغطي على الكمية الحقيقية.
وتشير المصادر السودانية إلى أن حوالي 90% من إنتاج الذهب في السودان يتم تهريبه إلى الخارج.
كيف تحدث السرقة؟
تشير الأدلة التي جمعها التحقيق الاستقصائي إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية السودانية، مما مكنها من تهريب مليارات الدولارات من الذهب.
وأشار إلى أنه بعد أيام فقط على غزو روسيا لأوكرانيا، قام مسؤولون سودانيون بمطار الخرطوم بتفتيش طائرة تشير وثائقها إلى أنها محملة بالحلويات ليعثروا بداخلها على صناديق مليئة بالذهب.
وغالبا ما يتردد مسؤولو المطار في تفتيش الطائرات الروسية خوفًا من إضعاف موقف القيادة العسكرية الموالية لروسيا، لكن لسوء الحظ قرر المسؤولون الصعود إلى هذه الطائرة وتفتشيها في فبراير الماضي.
ووفقا لمصادر رسمية سودانية فإن ما لا يقل عن 16 رحلة جوية اعترضها مسؤولون سودانيون العام الماضي تم تشغيلها بواسطة طائرة عسكرية جاءت من وإلى مدينة اللاذقية الساحلية السورية، حيث تمتلك روسيا قاعدة جوية رئيسية هناك.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد نفى سفير السودان لدى روسيا تقارير تفيد بأن موسكو تهرب الذهب من السودان للتغلب على العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. لكن مسؤولين سودانيين يقولون إن تهريب الذهب من السودان منتشر بما في ذلك إلى روسيا.