تصريحات معادية للسامية تثير ضجة في مناظرة رئاسية ببولندا وتحركات قانونية مرتقبة
شهدت بولندا حالة من الغضب الشعبي والسياسي بعد أن أدلى المرشح الرئاسي غجيغوج براون، النائب في البرلمان الأوروبي، بتصريحات معادية للسامية خلال مناظرة رئاسية مباشرة نظمتها صحيفة Super Express، وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 مايو.
وخلال المناظرة التي بُثت على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الوطني، هاجم براون إسرائيل ووصفها بأنها “الدولة اليهودية في فلسطين” مدعيًا أن “السياسات الإبادية التي يتبعها وزراؤها وحاخاماتها وجنرالاتها” يمكن أن تُمارس ضد بولندا إذا جاورتها جغرافيًا. وأضاف أن إسرائيل “فُرضت كحليف” على بولندا ووصفها بـ”حاملة طائرات الحضارة الأوروبية في الشرق الأوسط”.
إدانات واتهامات بالكراهية
المرشحة اليسارية ماغدالينا بييات سارعت إلى التنديد بتصريحات براون، ووصفتها بأنها “قذارة معادية للسامية”، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى جنائية بتهمة خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
وقالت بيات: “من غير المقبول أن تمر مثل هذه التصريحات دون رد داخل الاستوديو. لا يمكننا السكوت عندما يُستخدم العداء للسامية في السجال العام”.
كما اتهمت بييات براون ومرشحًا آخر، ماتشي ماتشياك، بترويج روايات دعائية موالية للكرملين.
انسحاب تشاسكوفسكي بعد مواجهة حادة
المواجهة بلغت ذروتها عندما هاجم براون عمدة وارسو والمرشح الرئاسي الأوفر حظًا رافاو تشاسكوفسكي، منتقدًا ارتداءه زهرة النرجس الصفراء خلال إحياء ذكرى انتفاضة غيتو وارسو، واصفًا إياها بـ”رمز للعار”.
تشاسكوفسكي ردّ بانفعال: “هذا رمزية لتكريم أبطال انتفاضة الغيتو. لن أقبل بهذه الإهانات”، قبل أن ينسحب من المناظرة احتجاجًا.
كما تبادل براون الانتقادات مع مرشح اليمين المتطرف سوافومير مينتزن، حيث طرح عليه تساؤلات حول “تهويد بولندا”، إلا أن مينتزن اكتفى بالرد أن “براون يبالغ في التركيز على إسرائيل”، رغم حديثه عن “نفوذها الكبير في السياسة العالمية”.
حملة يغلبها الانقسام وتوتر الخطاب
اتهم براون أيضًا خصمه تشاسكوفسكي بالترويج لما أسماه “ضرائب مناخية وهمية”، فيما أكد الأخير أهمية مواجهة أزمة المناخ وتحقيق بيئة نظيفة وتوفير طاقة متجددة، قائلًا: “من لا يرى أزمة المناخ لم يتحدث مع أطفال مصابين بالربو وذويهم”.
وختم تشاسكوفسكي بالقول: “لا مكان في السياسة البولندية لمن يطلق مثل هذه التصريحات المقززة”.
سجل مثير للجدل
براون، المعروف بخطابه المتطرف، سبق أن عوقب من قبل البرلمان الأوروبي بسبب مواقفه العدائية تجاه مجتمع الميم، كما تسبب سابقًا في تعطيل فعالية لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.
من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 18 مايو المقبل، مع احتمال جولة ثانية في 1 يونيو في حال عدم حصول أي مرشح على الأغلبية.
