توسك: بولندا اليوم تمتلك أقوى جيش في أوروبا لضمان أمنها
قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن الجيش البولندي القوي يشكّل العلاج الأفضل للصدمة الوطنية التي خلّفتها الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال فعالية أُقيمت بمناسبة مرور 80 عامًا على هزيمة ألمانيا النازية.

وخلال لقائه بجنود من اللواء المدرع الأول في العاصمة وارسو، الخميس، صرّح توسك قائلاً: “اليوم، أنتم – الجيش البولندي، الجنود، الضباط، والجنرالات – تمثّلون أفضل علاج للصدمة الوطنية الناتجة عن الحرب العالمية الثانية.”
وأضاف: “لقد أصبح الجيش البولندي الأكبر في أوروبا، ويتزايد تنظيمه وتسليحه يومًا بعد يوم. وسنصبح الجيش الأقوى في القارة، ولن تضطر بولندا بعد الآن إلى أن تعيش ما عاشته في تلك الحرب المدمّرة.”
منذ انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عززت بولندا قدراتها العسكرية تدريجيًا، إلا أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 دفعها، إلى جانب دول أخرى، إلى رفع إنفاقها الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما تصاعد بشكل أكبر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. وتشير التقديرات إلى أن بولندا باتت تنفق أعلى نسبة من ناتجها القومي على الدفاع بين دول الناتو، حيث بلغت 4.2% في عام 2024.
وأوضح توسك أن بلاده تمتلك الآن أكثر من 200 ألف جندي “مستعدين للدفاع عن أرض بولندا، وقادرين بما فيه الكفاية من حيث العدد والقوة والتسليح، لدرجة أن لا أحد في العالم يجرؤ على مهاجمة بولندا.”
وأشار أيضًا إلى مشروع “الدرع الشرقي” الهادف إلى تعزيز حدود البلاد مع روسيا وبيلاروس، فضلًا عن معاهدتي تعاون مرتقبتين ستوقعهما بولندا مع كل من فرنسا والمملكة المتحدة قريبًا.
وشهدت بولندا خلال الحرب العالمية الثانية احتلالًا مزدوجًا من قبل النازيين والأراضي السوفييتية، وراح ضحية تلك الحقبة المأساوية نحو 5.6 مليون شخص، أي ما يعادل 17% من السكان، بينهم ثلاثة ملايين يهودي، فيما دُمّرت مدن بأكملها مثل وارسو.
الرئيس دودا: لا مزيد من الحروب
وفي بيان منفصل عبر منصة “إكس” بمناسبة الذكرى الثمانين، دعا الرئيس البولندي أندجي دودا إلى السلام قائلاً: “لا مزيد من الحروب.”
وأضاف دودا: “العالم بحاجة إلى السلام اليوم. العدوان الروسي على أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، والاشتباكات بين الهند وباكستان… نحن نعيش من جديد في زمن محفوف بالمخاطر.”
وأكد أن بولندا قد استخلصت العِبر من مآسي الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن الشعب البولندي “يفعل كل ما بوسعه لجعل بلاده قوية وآمنة، بقوة جيشه وبقوة تحالفاته.”