بولندا سياسة

رئاسة بولندا للاتحاد الأوروبي… مفصلية ترسم ملامح استراتيجية الأمن الأوروبي

أعطت بولندا الأولوية القصوى لقضايا الأمن والمرونة داخل الاتحاد الأوروبي، وهو من أبرز الاستنتاجات التي وردت في تقييم رئاسة بولندا لمجلس الاتحاد الأوروبي ، وأكد النائب الأوروبي ميخاو شتشيربا أن من أهم الإنجازات إدراج مشروع "درع الشرق" ضمن الكتاب الأبيض "الجاهزية 2030" كمبادرة استراتيجية للاتحاد الأوروبي في مجال الدفاع.

عقد المؤتمر الختامي لرئاسة بولندا لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي تنتهي في 30 يونيو، بمشاركة النائب الأوروبي عن التحالف المدني ميخاو شتشيربا، ونائب وزير الخارجية فواديسواف تيوفيل بارتوشيفسكي، ونائب وزير الدفاع الوطني بافاو زاليفسكي.
ومن المقرر أن تتسلم الدنمارك الرئاسة اعتبارًا من 1 يوليو.

 

رئاسة مفصلية في ظل الحرب

اعتبر الساسة البولنديون أن هذه الرئاسة كانت تاريخية ومفصلية، وأسهمت في توحيد القدرات الدفاعية الأوروبية في ظل الحرب في أوكرانيا والتدهور الجيوسياسي العالمي.
قال شتشيربا: “الأمن أصبح التحدي الأكبر لدول الاتحاد، وقد لعبت بولندا دورًا بارزًا في تحفيز الاتحاد على العمل الجماعي، وأقنعت الجميع أن أمن أوروبا يبدأ من حدودها الشرقية.”

شراكات دولية جديدة

ومن ضمن النجاحات، تم توقيع شراكات في مجال الأمن والدفاع مع بريطانيا وكندا، ويجري التحضير لبدء مفاوضات مع أستراليا حول شراكة جديدة.

برنامج SAFE لدعم الصناعات الدفاعية

تم تدشين برنامج SAFE بقيمة 150 مليار يورو لدعم الصناعة الدفاعية الأوروبية، إلى جانب تبسيط القوانين ضمن إطار “الحزمة التنظيمية الشاملة”، لتسريع الاستثمارات في مجالي الدفاع واللوجستيات.
مرونة مالية أكبر
بمبادرة بولندية، تم استثناء الإنفاق الدفاعي من حدود الدين الوطني، وأصبح بالإمكان تمويل مشتريات الأسلحة من خارج الاتحاد الأوروبي كذلك.

شعار الرئاسة يعكس جوهرها

أكد نائب وزير الخارجية بارتوشيفسكي أن الشعار “الأمن، يا أوروبا” يعكس بدقة نطاق الرئاسة، مشيرًا إلى الحزمة 16 و17 من العقوبات على روسيا، والعمل الجاري على الحزمة 18.
وأضاف: “لم أَرَ رئاسة أوروبية تركزت بهذا الشكل حول موضوع واحد شامل يشمل كل جوانب الحياة في دول الاتحاد.”

تزامن الرئاسة مع تغير في نهج الاتحاد الدفاعي

أشار نائب وزير الدفاع زاليفسكي إلى أن هناك تحولًا كبيرًا في موقف الاتحاد تجاه الدفاع، حيث أصبحت بروكسل تمول أهداف الناتو الدفاعية من خلال برنامج SAFE، في أول تناغم حقيقي بين الاتحاد الأوروبي والناتو.
قال: “اليوم نحن نفكر في تكامل القوى: الاتحاد الأوروبي يوفر الاقتصاد والتمويل، والناتو يمتلك القوات والتخطيط. هذا الاندماج تحقق بالفعل خلال الرئاسة البولندية.”

التزام طويل الأمد بالإنفاق الدفاعي

في قمة الناتو في لاهاي، التزمت الدول الأعضاء بإنفاق 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا على الدفاع حتى عام 2035 – وهو توجه استراتيجي جاء كنتيجة مباشرة لجهود بولندا داخل الاتحاد الأوروبي.
آلية الرئاسة
رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي تستمر ستة أشهر بالتناوب، وهذه هي المرة الثانية التي تتولاها بولندا (المرة الأولى كانت عام 2011). ويتولى البلد الرئاسي تنسيق اجتماعات المجلس وتحديد جداول الأعمال وقيادة المفاوضات السياسية والفنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم