بولندا سياسة

رادوسواف شيكورسكي: مقابلة شاملة حول الحرب، الأمن، والسجناء السياسيين

في حوار مع رئيسة تحرير "بيلسات" ألينا كوفشيك، ورئيسة "Slawa TV" ماريا غورسكا، ومقدمة برنامج "Wot Tak" ماريا ماكاروفا، تناول وزير الخارجية البولندي رادوسواف شيكورسكي قضايا محورية تتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأمن أوروبا، ووضع السجناء السياسيين في بيلاروسيا، ومستقبل الأنظمة القمعية في كل من بيلاروسيا وروسيا.

افتتحت ماريا غورسكا الحوار بالتعبير عن ألمها العميق جراء الحرب في أوكرانيا، مستذكرةً دور الوزير شيكورسكي في تقديم الدعم الأولي للجيش الأوكراني. وسلطت الضوء على الفاجعة الإنسانية المتمثلة في مقتل الأطفال، متسائلةً عن سبل ردع بوتين وحماية أوروبا من امتداد الصراع.

ردًا على ذلك، أكد شيكورسكي على أن تضحيات الأوكرانيين ليست عبثًا، بل تكشف للعالم حقيقة المعتدي ومن يسعى للسلام. وأشار إلى أن صبر الولايات المتحدة إزاء تصرفات روسيا ليس بلا حدود، وأن تغييرًا في السياسة الأمريكية قد يكون وشيكًا إذا استمر بوتين في تصعيد الوضع.

في سياق أمن الناتو، تساءلت غورسكا عن تزامن خطط بولندا لزيادة الإنفاق الدفاعي مع انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة “ياشونكا”، وما إذا كان ذلك يثير تساؤلات حول فاعلية الحلف. أوضح شيكورسكي أن نقل مركز “ياشونكا” كان مخططًا له مسبقًا وأن القوات الأمريكية ستبقى في بولندا، محذرًا من البحث عن دلالات خفية.

وحول تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الناتو، استفسرت غورسكا عن البدائل المحتملة إذا ما تراجع دور الحلف، وهل يمكن لـ “تحالف الراغبين” أن يكون أساسًا لذلك. رد شيكورسكي بالإشارة إلى أن دول البلطيق لم تلتزم دائمًا بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي في الماضي، وأن ترامب كان محقًا في مطالبته بالوفاء بالالتزامات.

وأضاف أن زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الدول الأوروبية كان له تأثير إيجابي، لكنه دعا إلى رفع هذه النسبة لتعزيز قوة الناتو في مواجهة التهديد الروسي المتزايد.

وفيما يتعلق بأزمة القيادة الأمريكية المحتملة، سألت غورسكا عن النموذج البديل لأوروبا. أوضح شيكورسكي أن الأمر لا يتعلق بفقدان القيادة الأمريكية بقدر ما يتعلق بتوزيع مواردها، حيث تركز الولايات المتحدة بشكل متزايد على مواجهة الصين. وشدد على ضرورة أن تستعد أوروبا لاحتمال عدم قدرة الولايات المتحدة على تقديم المساعدة في وقت واحد، مما يستدعي بناء قدرات دفاعية أوروبية قوية.

انتقلت ألينا كوفشيك إلى قضية بيلاروسيا ودورها في الأمن الإقليمي، خاصة مع قرب انطلاق تدريبات “الغرب” العسكرية. تساءلت عن كيفية دعم القوى الديمقراطية البيلاروسية. أوضح شيكورسكي أن نظام لوكاشينكو وصل إلى مستوى عالٍ من التكامل العسكري مع روسيا، وأن هذا يضعف بيلاروسيا. واستعرض جهود بولندا والاتحاد الأوروبي في الماضي لخلق مساحة للمناورة لبيلاروسيا بين الشرق والغرب، لكنه أعرب عن أسفه لأن الانتخابات الأخيرة كانت صورية وأن مستقبل بيلاروسيا يبدو مرتبطًا بالتغييرات في موسكو.

قضية السجناء السياسيين في بيلاروسيا:

أكد شيكورسكي أن السجناء السياسيين في بيلاروسيا هم ضحايا قمع وحشي، وأن بولندا ستفعل كل ما بوسعها لإطلاق سراحهم ،و أشار إلى أن نظام لوكاشينكو يستخدم السجناء كرهائن، وأن المفاوضات لإطلاق سراحهم معقدة وطويلة.

وأوضح أن نظام لوكاشينكو يعرف جيدًا ما يجب عليه فعله لتحسين العلاقات مع بولندا، بما في ذلك وقف القمع وإنهاء الحرب الهجينة.

التغييرات الديمقراطية في روسيا:

أعرب شيكورسكي عن شكوكه في إمكانية حدوث تغييرات ديمقراطية في روسيا في المدى القريب، مشيرًا إلى أن روسيا اليوم أكثر قمعية من الاتحاد السوفيتي في عهد بريجنيف. وقال شيكورسكي :”برأيي، حوالي عام ٢٠١١، خشي بوتين من الربيع العربي، ورؤية القذافي في الأنبوب والرئيس المصري في القفص، فقرر تشديد سلطته. و عدد السجناء السياسيين في روسيا يفوق عددهم في عهد بريجنيف”.

وأوضح أن القاعدة الاجتماعية للديمقراطية في روسيا أضيق بكثير مما هي عليه في البلدان الأخرى.

أكد أن بولندا ستواصل دعم أي فرصة للتغيير الديمقراطي في روسيا، وأنها ستملأ الفراغ الذي خلفته الدول الأخرى في مكافحة التضليل الروسي ،و أشار إلى أن السياسة الخارجية البولندية تجاه روسيا ستعتمد على أفعال روسيا، وأن بولندا ستغير سياستها إذا غيرت روسيا سياستها.

كما أشار إلى أن صبر الولايات المتحدة ليس بلا حدود، وأنها قد تغير سياستها تجاه روسيا إذا استمرت في تصعيد الوضع.

مكافحة التضليل الروسي:

أكد أن بولندا ستستمر في مكافحة التضليل الروسي وستملأ الفراغ الذي تتركه الدول الأخرى في هذا المجال، معتبرًا ذلك دليلًا على احترام بولندا للشعب الروسي وإيمانها بإمكانية وجود روسيا مختلفة.

السياسة البولندية تجاه روسيا: أوضح أن السياسة الخارجية البولندية تجاه روسيا ستعتمد على أفعال روسيا، وأن بولندا مستعدة لتغيير سياستها إذا غيرت روسيا سلوكها العدواني وتهديداتها لجيرانها. طالما استمر التهديد، ستظل روسيا عدوًا لبولندا.

كما ذكر شيكورسكي جهود بولندا في الماضي لتشجيع روسيا على التحول الديمقراطي، مشيرًا إلى بعض الإشارات الإيجابية التي تراجعت لاحقًا.

التضامن مع بيلاروسيا وأوكرانيا:

أكد شيكورسكي على أهمية التضامن مع الشعب البيلاروسي والأوكراني في نضالهم ضد الأنظمة القمعية ،و أشار إلى أن الأنظمة الاستبدادية غالبًا ما تبدو أكثر استقرارًا قبل سقوطها، وأن الحرية قد تكون أقرب مما يتوقع الكثيرون.أكد أن لوكاشينكو، كحليف لبوتين في الحرب العدوانية، هو أيضًا معتدٍ، وأن بوتين ارتكب خطأً فادحًا بغزو أوكرانيا.
أعرب عن اعتقاده بأن روسيا ستشعر بعواقب أفعالها في غضون عام أو عامين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم