قوبل مُصارعٌ إيراني باحتفاءٍ من بلاده، بعد أن تعمَّد خسارة مباراة في بطولة العالم للناشئين، حتى لا يضطر إلى مواجهة منافس إسرائيلي في الجولة المقبلة.

وكان علي رضا كريمي مُتقدِّماً في مباراة ربع النهائي في بطولة العالم تحت 23 عاماً على الروسي أليخان جابريالوف. ثم جاءت أخبار بأنَّ أوري كلاشنيكوف، وهو مُصارع إسرائيلي، قد فاز في مباراة ربع نهائية أخرى في وزن 86 كيلوغراماً.

وفي إحدى لقطات فيديو المباراة، الذي نُشر على الإنترنت، يمكن سماع صوت غير ظاهر في الكاميرا يقول بوضوح: “علي رضا، عليك أن تخسر!”.

ووفق ما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، قال كريمي في مقابلة مع وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية: “لوهلة، بدا لي أنَّ عالمي كله قد انتهى. وصلني نبأ فوز المُصارع الإسرائيلي على منافسه الأميركي، وأنَّه يجب عليّ أن أخسر لأتجنَّب مواجهة منافس إسرائيلي. لقد تدرَّبت بجهدٍ لمدة أشهر حتى أفوز بالميدالية الذهبية، وكان من السهل عليَّ أن أفوز بها”.

وإيران لا ترفض فحسب الاعتراف بإسرائيل، بل إنَّها لا تسمح بأي تفاعلٍ مع الإسرائيليين.

وفي الشهر الماضي أكتوبر/تشرين الأول، قُبِلَ لاعب شطرنج إيراني في سن المراهقة، وهو برنا درخشاني، ليلعب لصالح إنكلترا بعد أنْ منعته إيران من اللعب ضد إسرائيلي في إحدى البطولات.

وأثناء انتقاد كريمي، الذي يبلغ من العمر 23 عاماً، لإسرائيل، تساءل عمَّا إذا كان قرار مُدربه قمعاً لطموحاته وعمله الشاق. ومع ذلك، كُرَّم كريمي لخسارته عمداً في البطولة في مدينة بيدغوشتش في بولندا خلال نهاية الأسبوع.

وقالت وزارة الرياضة الإيرانية في بيانٍ لها نُشِرَ على موقعها الإلكتروني: “إنَّ العمل النبيل والبطولي الذي قمت به في المنافسة العالمية في بولندا، وتخليك عن الميدالية والمنصة دعماً لأسمى القيم الإنسانية هو أمر يعد مصدراً للفخر والإشادة”.

وقال الاتحاد الوطني للمصارعة في إيران إنَّ كريمي كان ملتزماً بوضع بلاده أولاً. وقال: إنَّ “هذه المرة الثانية التي تثور فيها ضد الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من خلال التخلي عن حقوقك في عمل يعكس إذعاناً مُطلَقاً”.

ومع ذلك، تساءل بعض النُّقاد، ناشرين على الإنترنت باستخدام الهاشتاغ #youmustlose – يجب أن تخسر، ما إذا كان من الأفضل أنَّ كريمي قد واجه كلاشينكوف وهزمه. وبدلاً من ذلك، فاز عليه جابريالوف وهو في طريقه للحصول على اللقب، بينما حصل كلاشنيكوف على الميدالية البرونزية.