مقالات الرأي
ليس كل من ينظر اليك نظرة غريبة تعني اعتداء عنصري !
لم تكن بولندا في السابق كأي بلد اوروبي مستقل بل هي من أكثر الدول التي عانت من الحرب قبل مايقارب من 78 سنه واستمر العدوان على بولندا حوالي 6 سنوات حين باغتت قوات الاحتلال الألمانية النازية وقوات الاتحاد السوفيتي الحضارة البولندية خلال الحرب العالمية الثانية؛ كانت القوتان معاديتان للشعب البولندي والتراث الحضاري.
و هدفت سياستهم إقامة مذبحة جماعية ثقافية أدت بدورها إلى مقتل آلاف العلماء والفنانين، وسرقة وتدمير عدد لا يحصى من الآثار الثقافية.
و هذا كله كان له تأثير في تقبل البولنديين للغير حيث انهم تعرضوا لكافه انواع العذاب و العنف أثناء الحرب مما شكل لديهم حاجز خوف و قسوة تجاه الاخرين , لكن سرعان ما بدأت بولندا تصبح بلدا” سياحيا” وتجاريا حتى بدات الناس تتأقلم على وجود غرباء و بدأت تعتاد التعامل معهم لكن هذا التغيير لن يحدث بشكل كلي حيث ان المجتمع البولندي كبير جدا و ينقسم للجزء المدني و الجزء الريفي الذي يشكل جزء كبير من المجتمع البولندي و هنا يصبح التعايش و تقبل الغرباء في الجزء الريفي من بولندا اصعب حيث انهم لم يعتادوا بعد على التعامل مع الغرباء لندرة وجودهم في مناطق الريف لذلك نلاحظ أنه حين بدأت بولندا باستقبال اللاجئين أصبح المجتمع الريفي أكثر تفاعلا ” مع الغرباء حيث انهم الفئة الاكثر سكاناً في مناطق الريف و يجب أن نتقبل بعض ردات الفعل منهم كنوع من الخوف ليس رفض بل هو رد فعل طبيعي لاشخاص لم يعتادوا على وجود غرباء في مناطقهم و هذا الخوف سكن قلبوهم سنوات فلن يكون من السهل التخلص منه خاصة مع الاشخاص الذين لا يتقنون اللغه البولنديه فيصبح التعامل معهم شبه معدوم , و لكن حين نتفهم هذا الخوف و نتعامل معه بذكاء نستطيع ان نثبت لهم بأن الغرباء ليسوا جميعهم سيئين و أن هدفهم ليس الإستيلاء على بلدهم او سرقه خيراتهم إنما هو بلد وجدوا فيه الإستقرار للعيش فيه باحترام دون التعدي على حقوقهم .
لكن بالطبع انت كغريب مسؤوليتك أكبر لإثبات حسن نيتك اتجاههم حيث انك الضيف و هم مواطني البلد لذلك تفهم مخاوفهم تقبل رفضهم و أثبت حسن نيتك و أظهر حسن ظنك في جميع تعاملاتك معهم فهم شعب كأي شعب تعرض للحرب و جار عليه الزمن بالقسوة خلال الحرب و خسروا احبابهم و ممتلكاتهم فلم يكن من السهل نسيان ذلك ,و لكن ليس من المستحيل فقد بدأنا نلاحظ في الفترة الاخيره مدى تقبلهم للغرباء و مدى دعمهم المعنوي لهم في المطالبة بحقوقهم فلا تحكم على شعب من تصرف شخص و هذا تحديدا ما نطالب به الشعوب دائما لا تحكموا على شعب أو طائفه او جنسية من تصرف شخص سيء جاهل ينتمي لهم فكل إنسان مسؤول عن تصرفاته و لا يحاسب إنسان على خطأ انسان اخر .
زينة فايد