بولندا سياسة
مشكلة جديدة بين إسرائيل وبولندا تثيرها الشرطة البولندية
أقر البرلمان البولندي في فبراير الماضي قانونًا، يجرم تحميل بولندا أي مسؤولية عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها ألمانيا النازية على أراضيها.
وهو ما أثار حالة من التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين بولندا وإسرائيل على مدار الأسابيع القليلة الماضية، وعلى ما يبدو أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من التوتر.
حيث أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى أن دبلوماسي بولندي بارز، تعهد بالتدخل لحذف نص من متحف “ياد فاشيم” بإسرائيل، يشير إلى “الشرطة البولندية” تحت الاحتلال النازي.
حيث ذكرت تقارير إعلامية أن جان دزيدزكزاك نائب وزير الخارجية البولندي، قد أبدى استيائه خلال زيارته لإسرائيل، من نص يقول أن الشرطة البولندية قامت بحراسة أحد أحياء اليهود في بولندا خلال الاحتلال النازي لها.
وصرح دزيدزكزاك “بمجرد أن رأيت هذا النص، طالبت بعثتنا الدبلوماسية في إسرائيل بالتدخل الفوري”، مضيفًا “لن نترك هذه المسألة، وسنبذل قصارى جهدنا لتغيير هذه المعلومات على الفور”، مؤكدًا أن هذا من شأنه أن يكون أول إجراء “لإظهار الحقيقة”.
ويذكر متحف “ياد فاشيم” على موقعه على الإنترنت، أن معظم أفراد الشرطة البولندية، الذين عملوا قبل الاحتلال الألماني لبلادهم عام 1939، امتثلوا لأوامر ألمانيا بالعودة للخدمة تحت إدارة ألمانية، وبحلول عام 1943، عمل حوالي 16 ألف ضابط بولندي مع الألمان.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه هناك العديد من الدراسات التاريخية، حول دور الشرطة البولندية في الهولوكوست، وخاصة علاقتها مع حراسة الأحياء اليهودية.
حيث يقول موقع المتحف إن “الشرطة البولندية كانت تعمل على نطاق واسع ضد السكان اليهود”، مضيفًا “كانت لها دور فعال في حفظ الأمن في أحياء اليهود في بولندا المحتلة، والبحث عن اليهود الذين لجأوا إلى السكان المحليين بعد الهروب من المخيمات”.
وأشار الموقع إلى أن الشرطة البولندية أظهرت “تفانيًا مطلقًا” للسلطات النازية، “على الرغم من حدوث عدد قليل من حالات مساعدة اليهود من جانب بعض الضباط”.
يذكر أن الحكومة البولندية ترفض منذ سنوات استخدام أي عبارات من قبيل “معسكرات الموت البولندية”، والتي تشير إلى تحمل بلادهم مسؤولية عن المعسكرات التي قتل فيها ملايين أغلبهم يهود على يد ألمانيا النازية.
وأقر البرلمان البولندي، “قانون المحرقة”، في فبراير الماضي، قانونا يقضي بالسجن لمدة 3 أعوام لكل من يحمّل بولندا مسؤولية المحرقة النازية.
من جانبها أعربت إسرائيل عن غضبها من القانون، الذي وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه محاولة لإعادة كتابة التاريخ، ونكران المحرقة، وشجبه النواب من مختلف القوى السياسية في إسرائيل.
wakionline.com