مفاجأة بيئية في بولندا.. عودة حشرة اعتُبرت منقرضة

تحب المروج الزهرية والأشجار المتحللة

تمت ملاحظة النحلة وتوثيقها بالصور في نهاية مايو وبداية يونيو في قرية فلوريانكا داخل متنزه “روتوشانسكي” الوطني. وأوضح مسؤولو المتنزه على وسائل التواصل الاجتماعي أن النحلة السوداء “تستعيد أو تكتسب أراضي جديدة”.

وأشار العاملون في المتنزه إلى أن النحلة السوداء غير عدوانية ولا تشكل خطرًا (باستثناء الحالات التي تدافع فيها عن عشها). وهي تفضل المروج الغنية بالزهور والأشجار الميتة أو المتحللة، والتي تتوفر بكثرة في هذا المتنزه.
ودعا البيان الناس إلى البحث عن هذه الحشرة ذات اللون البنفسجي الداكن اللافت والمميز، ومشاركة مشاهداتهم، مع التذكير بأن “العديد من الأنواع حولنا تختفي، والفرص لمراقبة عودة الأنواع المنقرضة قليلة جدًا”.

قال برزيميسواف ستاخيرا من متنزه “روتوشانسكي”، وهو من رصد وصوّر النحلة:

“عرفت فورًا أنها النحلة السوداء. فهي مميزة جدًا: بحجم طنانة، سوداء، ولها بريق أزرق بنفسجي عميق – حشرة رائعة بكل معنى الكلمة”.

وأوضح ستاخيرا أن الحشرة التي رصدها كانت على الأرجح أنثى، وكانت تتنقل بسرعة بين الزهور دون أن تمكث على أي منها أكثر من ثانية. وأضاف:

“ربما كانت تتذوق بعض الرحيق قبل أن تنتقل من زهرة إلى أخرى، ثم طارت بعيدًا. لحسن الحظ تمكنت من التقاط بعض الصور لتوثيق الحدث”.
كما نصح بأن تصوير مقطع فيديو قد يكون أفضل من الصور الثابتة، لأن حركة هذه النحلات سريعة جدًا، والفيديو يُظهرها بشكل أوضح.

لماذا تعود إلى بولندا؟

شوهدت النحلة البنفسجية (أو النوع القريب منها ذو القرون السوداء) سابقًا في مناطق مثل بياوفييجا، وجبال بيشْتشادي، ومتنزه “أويتشوفسكي” الوطني، ومنطقة بوليسيه. وفي العام الماضي تم رصدها أيضًا في حرم جامعة فروتسواف.

تتواجد هذه النحلات السوداء حاليًا بشكل رئيسي في جنوب أوروبا، مثل إسبانيا، البرتغال، فرنسا، وإيطاليا.
ويرى الخبراء أن سبب عودتها إلى بولندا هو الاحتباس الحراري بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى تحسن ظروف الغابات الميتة، حيث تبني هذه الحشرات أعشاشها.

وأكد برزيميسواف ستاخيرا:

“من المهم أن تزداد أعداد الأشجار الميتة في الغابات، فهي موطن تكاثر ليس فقط لهذه النحلة، بل للعديد من الأنواع الأخرى. كما أن المروج الزهرية تلعب دورًا كبيرًا في ذلك”.
وأشار إلى أن النحلة السوداء محمية قانونًا في بولندا.