نهر فيسوا في وارسو يجف ويكشف عن كنوز ثمينة !
عثَرَ أحد سكان حي تارخومين في وارسو ، على سيف من العصور الوسطى في نهر فيسوا. وقال المُكتشف السعيد: "لقد كان الأمر محض صدفة".

وارسو – ذهب لصيد السمك فأخرج من النهر سيفًا من العصور الوسطى
يوم الثلاثاء بعد الظهر، توجّه أندجيه كوربيكيفيتش بدراجته النارية إلى نهر فيسوا. فهو صياد يحب المياه ويجد الراحة في النظر إليها. قال: “كنت أعلم أن منسوب النهر منخفض، فتوجّهت إلى الأماكن العامة القريبة من النهر. ورأيت شيئًا معدنيًا ملقى على رأس سد ترابي في الماء. في البداية ظننت أنه مفصل باب. أخرجته من الماء وبدأت بتنظيفه مبدئيًا”، كما روى في حديث لوكالة الأنباء البولندية. وأضاف أنه كان على السيف الكثير من القواقع والسرطانات. وبعد تنظيفه برفق، رأى رمزًا على شكل صليب، وقال: “وقتها أدركت أنه اكتشاف مميز. وفكرت على الفور أنه يجب تسليمه لشخص مختص”.
قرر أندجيه أن “نقل السيف بالدراجة غير ممكن”، فأخفاه في العشب، وعاد إلى منزله ليأخذ السيارة. وتواصل مع صديق له هاوٍ يستخدم كاشف معادن، والذي نصحه بأن يُبقى السيف في الماء لأطول فترة ممكنة حتى لا يتعرض للجفاف. لفّه أندجيه في قمصان مبللة بماء النهر واحتفظ به في السيارة طوال الليل. وفي الصباح ذهب مع زوجته إلى مكتب الحفاظ على الآثار في وارسو. وهناك، يقول: “فوجئ الجميع، ويبدو أن الاكتشاف كبير”.
جفاف هيدرولوجي… “نهر فيسوا لا يزال يخفي أسرارًا”
بعد أن عثر على السيف، نشر السيد أندجيه صوره على منتدى لمحبي علم الآثار مساء الثلاثاء، وسرعان ما انتشرت التعليقات التي أكدت أنه سيف من العصور الوسطى. تواصل أيضًا مع عالم الآثار وباحث الكنوز أولاف بوبيكيفيتش، الذي رجّح أن السيف يعود إلى القرن الثالث عشر ، علّق السيد أندجيه: “كان اكتشافًا عشوائيًا. هناك من يبحث لسنوات عن مثل هذه الأشياء، أما أنا فقد حالفني الحظ بالصدفة”.
محافظ الآثار في وارسو علّق بالقول: “من الرائع أنه عرف ما يجب فعله. أحضره إلينا يوم الأربعاء. وقد أكدنا أنه سيف من العصور الوسطى. وسنعرف المزيد بعد التحليلات القادمة”. وأوضح أن السيف على الأرجح جرفته مياه نهر فيسوا الذي يغيّر قاعه باستمرار. وأضاف: “لا نعلم حتى الآن كيف وصل إلى هناك، لكن فيسوا ما زال يخفي الكثير من الأسرار”. وذكّر بالاكتشافات الأثرية الأخيرة عند شارع تامكا، حيث عُثر على مسدس قديم.
كما أكد أن كل ما يُكتشف في الأرض أو المياه يُعد ملكًا للدولة. ويجب تسليم الآثار الأثرية إلى هيئة الحفاظ على التراث. وقد تم تسليم السيف إلى ورشة ترميم المعادن التابعة للمتحف الأثري الوطني، حيث سيتولى المختصون حفظه بشكل مهني.
مشكلة الجفاف تتفاقم
منذ عام 2015، تعاني وارسو من جفاف هيدرولوجي. ويرجع ذلك إلى التغيرات المناخية الناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأصبحت عملية تجدد المياه الجوفية أبطأ بمرتين تقريبًا مما كانت عليه سابقًا، ويعود ذلك أيضًا إلى ضعف قدرة بولندا على الاحتفاظ بالمياه، حيث تتبخر مياه الأمطار بسرعة.