الجاليه الليبيه

رحالة ليبي يصل بولندا سيراً على الأقدام .. تعرف على قصته !

وصل الرحالة الليبي نوري فرج فوناس الى العاصمة البولندية وارسو سيراً على الإقدم قادماً من المانيا ، بعد رحلة طويلة سار خلالها عبر العديد من الدول الأوروبية ، علماً أنها ليست رحلته الأولى بهذه الطريقة ، حيث سبق له قطع مسافات واسعة في مختلف القارات سيراً على الإقدام ، حاملاً رسالة السلام التي يرغب في إيصالها الى جميع دول العالم .

 

وكان لفريق موقع بولندا بالعربي فرصة اللقاء به في مقر السفارة الليبية في العاصمة وارسو ، وإجراء حوار معه حول رحلاته .

 

البداية مع رحلات السير على الأقدام

وعن بداية رحلاته سيراً على الأقدم أشار الى أنها بدأت في التسعينات ، برحلة داخلية ليبيا تم تنظيمها من قبل جمعية بيوت الشباب الليبية ، والتي ينتمني اليها ، اضافة الى الكشافة الليبية ، والتي استمرت لمدة عامين ، تحت عنوان ” اعرف بلدك ” ، وأشار الى أن هذه الرحلة منحته خبرة كبيرة في هذا النوع من الرحلات ، خصوصاً وأن الطبيعية الليبية صحراوية وقاسية ، والتمكن من تجاوز الصحراء يجعل المسير في أي منطقة أخرى سهلاً .

وعن رحلته الأولى قال الرحالة الليبي  نوري فرج فوناس أنها كانت مدخلاً بالنسبة له الى هذا النوع من الرحلات ، التي تعتمد على طرق بسيطة الا أنها صعبة في نفس الوقت ، وأضاف أن رحلات السير على الأقدام موجودة تاريخياً منذ فترة طويلة ، وكمثال على ذلك أشار الى رحلات الحج التي كانت تنتطق سيراً على الأقدام للوصول الى مدينة مكة المكرمة .

وتابع بالقول أن الرحلة كانت فرصة لـ التعرف على التراث والحضارة الليبية الغنية ، ومنها أقدم مومياء تم العثور عليها في العالم ، إضافة الى النقوش القديمة المحفورة على جدران الجبال في صحراء ليبيا ، وأيضاً الأهرامات الموجودة في مدينة جرمه الليبية .

أول رحلة خارج ليبيا

وعن رحلته الأولى خارج ليبيا قال فوناس أنها كانت بإتجاه العاصمة المصرية القاهره ، والتي كانت محط إعجاب بالنسبة له ، خصوصاً وأن الكثافة السكانية في ليبيا لا تُقارن بـ مصر ، فكانت المرة الأولى التي يشاهد فيها مدينة تحتوي على هذا العدد الكبير من السكان .

وتابع فوناس أن رحلته استمرت حتى وصل الى لبنان ، وعن المدة الزمنية للرحلة قال أنها استغرقت ثلاثة أشهر ، مشيراً الى أن المسافة التي كان يقطعها يومياً بين 30 الى 40 كم ، وبمتوسط 1000 كم شهرياً ، وكتب عن هذه الرحلة في وقتها واحدة من أشهر المجلات العربية وهي  مجلة ” الكفاح العربي ”

وأضاف أن رحلاته التالية كانت في مناطق مختلفة ، وامتدت من اسكوتلندا شمالاً ، وصولاً الى جنوب إفرقيقا جنوباً ، وتمكن خلال رحلتها من زيارة معظم الدول العربية ، وعن الدول العربية التي لم يتمكن حتى الآن من زيارتها خلال رحلاته قال أنها المملكة العربية السعودية ، والعراق ، وأيضاً الصومال ، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذه الدول ستكون على جدول أولوياته في رحلاته القادمة .

الوصول الى أوروبا

وعن أول زيارة الى أوربا أشار الى انها كانت في عام 2001 ، مشيراً الى أنها انطلقت من تركيا ، وصولاً الى اليونان ، لتتوقف الرحلة هناك بسبب الحرب التي كانت مُندلعة في كوسوفو ، التي اضطرته الى استخدام العبارة في الإنتقال من اليونان الى جنوب ايطاليا ، لتستمر الرحلة من إيطاليا مروراً بـ فرنسا ، وبعدها إسبانيا ، لينتقل بعدها الى المغرب .

وتابع الرحالة الليبي أن المشكلة التالية التي واجهته في هذه الرحلة كان في أن الحدود المغربية – الجزائرية مغلقة ، ولا يمكنه العبور من المغرب الى الجزائر سيراً على الأقدام ، ليُضطر للعودة الى ليبيا ، ومنها الى الجزائر وتونس وصولاً الى موريتانيا .

أجمل وأخطر المغامرات كانت في افريقيا

وعن رحلاته في أفريقيا قال الرحالة الليبي أنها كانت الأكثر متعمة ، الا أنها تضمنت ايضاً بعض المخاطر ، خصوصاً الحيوانات البرية الموجودة في الغابات هناك .
وعن المواقف الغربية التي حدثت معه قال أنه وخلال رحلة المسير في أوغندا ، عبر من محمية طبيعية تحمل اسم ” اليزابيث ” ليكتشف أنه في هذه المحمية وعلى عكس المتعارف عليه ، فإن الاسود تنام فوق الأشجار وليس تحتها !

ومن المواقف الأخرى أشار ايضاً الى بحيرة يتواجد حولها حيوانات فرس النهر و الثيران البرية ، وخلال محاولته الإقتراب منها لـ التقاط صورة ، تفاجئ بأن حيونات فرس النهر تجري بسرعة هائلة تجاهه ، ليقوم بعدها برمي حقيبته ومتعلقاته الشخصية ، ويحاول الصعود على أحد الأشجار للإحتماء ، وخلال محاولة الصعود الى الشجرة ، تمكن فرس النهر من الوصول الى حذائه ، واقتلاعه من قدمه .

رحلة أوروبا وصولاً الى بولندا

وعن رحلته الحالية ، قال فرج أنه وبعد الإنتهاء من رحلته في أمريكا الجنوبية ، عاد الى ليبيا للحصول على وثيقة سفر جديدة ، كون الوثيقه التي بحوزته لم يعد فيها مكان لـ أختام جديدة ، وبعد حصوله على الوثيقة ، توجه الى تونس ، ومنها عبر البحر الأبيض المتوسط الى ايطاليا ، ومنها الى سلوفينيا ، وبعد ذلك الى المجر وبعدها النمسا ، ليتوجه بعدها شمالاً مروراً بـ التشيك وإلمانيا ، التي دخل منها الى بولندا متوجهاً الى مدينة بوزنان .

وتابع حول رحلته في بولندا الى أنه لم يكن يسير على الطرق الرئيسية ، بل عبر الحقول لإختصار المسافات ، وأضاف أنه وخلال مسيره ، وجد أنه مضطر لـ تجاوز الطريق السريع في أحد النقاط ، لـ الإستمرار في رحلته ، وعلى الرغم من أنه دائماً ما يحاول احترام القانون في كل دولة يزورها لكونه يعتبر أن تصرفاته تمثل بلاده  ، الا أنه لم يكن لديه خيار سوى تجاوز الطريق السريع لـ الإستمرار في رحلته

وخلال تجوزه للطريق السريع ، تفاجئ بـ دوريه للشرطة اشارت له بالتوقف فوراً ، وأضاف أن الشرطة البولندية تعاملت معه بإحترام كبير ، وبعد التأكد من وثائقه ، وأن لديها تأشيرة تخوله الدخول الى بولندا ، سألوه عن سبب تجاوز الطريق بهذه الطريق ، ليشرح لهم أنه رحالة ، وأنه يقوم برحلاته سيراً على الأقدام ، وأنه كان مضطر لتجاوز الطريق لإكمال رحلته .

 

وبعد أن أثنى ضباط الشرطة على الرحلات التي يقوم بها ، ورسالة السلام التي يحملها معه في ترحاله ، طلبوا منه الصعود في سيارة الشرطة ، وقاموا بإيصاله الى منطقة قريبة ، ليخبروه بعدها أن هذا الطريق أفضل للوصول الى العاصمة وارسو .

 

بولندا دولة تستحق الإحترام

وفي حديثه عن زيارته الى بولندا ، قال أنه مطلع بشكل جيد على التاريخ البولندي ، وأن بولندا دولة تستحق الإحترام ، لأنه ورغم التحديات التاريخية التي واجهتها بولندا خلال تاريخيها ، وآخرها كان وقوعها بين قوتين عظيمتين وهما النازية والشيوعية ، الا أن نجحت في تجاوز ذلك ، وتمكنت من التطور بعد ذلك سريعاً ، وتحولت بشكل سريع من الاشتراكية الى الرأس مالية .

وأضاف أنه وخلال حديثه مع البولنديين خلال رحلته ، لم لديهم الشعور بالفخر بـ دولتهم ، التي سبقت باقي دول أوروبا الشرقية فـ التطور والتحديث .

وتابع بأنه وخلال ترحاله بين دول العالم ، لاحظ أن العدد الأكبر من الرحالة ومتسلقي الجبال الذين التقى بهم كانو بولنديين ، ولا تزال تجمعه بهم علاقة صداقة مستمرة ، وهم على تواصل دائم .

 

خطط طموحة لـ مزيد من الإنجازات

أشار الرحالة الليبي نوري فرج فوناس الى أنه يحمل معه دائماً العلم الليبي في جميع رحلاته ، ويخطط في الفترة القادمة الى رفع العلم في أبعد نقطة في القطب الشمالي .

وعن إنجازاته السابقة أشار الى أنه تمكن من رفع العلم في أعلى نقطه في جبال الألب ، في جبال فوجي في اليابان ، وفي جبال الهمالايا ، وايضاً في مناطق أخرى منها آخر نقطة في القارة الإفريقية / جنوب أفريقيا .

وتضمن رحلاته محاضرات في عدد من الجامعات الدولية ، والتي تحدث من خلاله عن رحلاته ، ورسالة السلام التي يحملها من ليبيا الى العام ، والتي تم نشر تفاصيلها في كبرى الصحف العالمية .

كما قام بتألف عدد من الكتب التي تحتوي صور من رحلاته ، وصدر أول كتاب له في عام 2011 ,

 

الصعوبات خلال الرحلات

وعن الصعوبات التي يواجهها خلال رحلاته ، أشار الى أن ابرز هذه الصعوبات هو الطقس ، وايضاً الطبيعة الجغرافية لـ الأماكن التي يقوم بزيارتها ، وكمثال عن ذلك تحدث عن رحلته التي وصل فيها الى العاصمة اليابانية طوكيو ، وقال أنه في ليلته الأولى في طوكيو لم يتمكن من النوم ، وذلك لأن البناء كان يهتز طوال الوقت ، ليعلم بعدها أن مظعم الأشخاص الذي يأتون الى طوكيو يعانون من ذات المشكلة في أيامهم الأولى ، وذلك لأن العاصمة طوكيو دائماً ما تشهد هزات ارضية خفيفة ، ويستغرق الموضوع عدة أيام لـ التعود على ذلك .

ايضاً تحدث عن الأمطار والثلوج التي تتسبب في إبطاء حركته ، حيث أشار الى أنه خلال فترة وباء كورونا ، كان متواجد في سيبيريا ، حيث كانت درجة الحرارة 55 تحت الصفر .

وفي نفس السياق أشار الى أنه في بعض الأحيان قد يواجه ايضاً اشخاص غير ودودين ، والتعامل معهم يكون صعب ، لكنه وبحسب خبرته الطويلة في رحلات السير على الأقدام بات لديه خبرة جيدة في التعاطي مع مثل هذه المواقف ، والبحث عن حلول لأي مشكلة تواجهه .

 

اعداد – رئيس التحرير / وسيم أبو حسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى